أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : * الوسائل المعينة على شكر النعم: 1- النظر إلى أهل الفاقة والبلاء : فإن ذلك يوجب احترام النعمة وعدم احتقارها، ولذلك قال النبي: "إذا نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فَضُل عليه" [متفق عليه]. قال النووي: قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع الخير، لأن الإنسان إذا رأى من فُضّل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله عليه وشكرها، وتواضع وفعل فيه الخير. 2- معرفة أن الإنسان بمنزلة العبد المملوك لسيده: وأنه لا يملك شيئاً على الإطلاق، وأن كلّ ما لديه إنما هو محض عطاء من سيده ولذلك ثبت في الصحيحين أن النبي قام حتى تقطرت قدماه. فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "أفلا أكون عبداً شكوراً".أي أن كل ما فعله الله تعالى بي من الاصطفاء والهداية والمغفرة هو محض عطاء منه سبحانه يستحق عليه الحمد والشكر، فما أنا إلا عبد له سبحانه. 3- الانتفاع بالنعم وعدم كنزها : فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي قال: "كلوا واشربوا وتصدّقوا من غير مبخلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" [أحمد والنسائي والترمذي وصححه الحاكم]. تحقيق الألباني: حسن، المشكاة (4381). 4- ذكر الله عز وجل : فالشكر في حقيقته هو ذكر لله عز وجل. وورد عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾ [الإسراء: 3]. قال: (لم يأكل شيئاً إلا حمد الله عليه، ولم يشرب شراباً إلا حمد الله عليه، ولم يبطش بشيء قط إلا حمد الله عليه، فأثنى الله عليه أنه كان عبداً شكوراً. وقال النبي: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشرية فيحمده عليها" [مسلم]. 5- التواضع وترك الكِبر: فالكبر يضاد الشكر، لأن حقيقة الكبر هو ظن العبد أنه المالك المتصرف، والشكر هو الاعتراف لله عز وجل بذلك. 6- شهود مشهد التقصير في الشكر: وذلك بأن يعرف العبد أنه مهما بالغ في الشكر، فإنه لن يوفى حق نعمة واحدة من نعم الله تعالى عليه، بل إن الشكر نفسه نعمة تحتاج إلى شكر. ولذلك قيل: إن كان شكري نعمةُ الله نعمةً *** عليّ له في مثلها يجب الشكر فكيف وقوع الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر 7- مجاهدة الشيطان والاستعاذة بالله منه : قال ابن القيّم: (ولما عرف عدو الله إبليس قدر مقام الشكر وأنه من أجل المقامات وأعلاها، جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه فقال: ﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف:17]. 8- ترك مخالطة أهل الغفلة : فإن مخالطتهم تنسي الشكر وتقطع العبد عن التفكر في النعم. قيل للحسن: هاهنا رجل لا يجالس الناس، فجاء إليه فسأله عن ذلك، فقال: إني أمسي وأصبح بين ذنب ونعمة، فرأيت أن أشغل نفسي عن الناس بالاستغفار من الذنب، والشكر لله على النعمة، فقال له الحسن: أنت عندي يا عبد الله أفقه من الحسن!! 9- الدعاء : بأن يجعلك الله تعالى من الشاكرين، وأن يوفقك لطريق الشكر ومنزلته العالية. قال النبي لمعاذ رضي الله عنه: "والله إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [أحمد وأبو داود والنسائي وهو صحيح]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم