أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *الشكر مفتاح كلام أهل الجنة: فقد جعل الله الشكر مفتاح كلام أهل الجنة؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ [الزمر:74]، وقال ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس:10]. الله سبحانه وتعالى يعد الشاكرين بأحسن الجزاء وأوفاه: يطلق - سبحانه - جزاء الشاكرين إطلاقاً، ويعدهم بأحسن الجزاء وأوفاه، ويجعل أجرهم وجزاءهم عليه - سبحانه - فقال: ﴿ وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال: ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران:145]. فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله، والشكر عند النعماء، وليحذر المؤمن من نسبة النعم إلى غير الله، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم:32 - 34]. أيها الأحبة الكرام في الله: كيف نصل إلى منزلة الشاكرين، وكيف نحقق خلق الشكر في أنفسنا؟ بتقوى الله وطاعته سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123]. نحقق خلق الشكر، بالقناعة والرضا بما قسم الله لنا،قال صلى الله عليه وسلم:كن قنعا تكن أشكر الناس"ابن ماجة". نحقق خلق الشكر معاشر المسلمين بالدعاء؛ لأن التوفيق بيد الله سبحانه، فبدون المعونة من الله لا يصل العبد المسلم إلى منزلة الشكر، فالنبي - عليه الصلاة والسلام - علم معاذاً دعاءً عظيماً، فقال: "يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ! لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول: "اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك [رواه أبو داود، قال النووي في الأذكار: إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.] نصل كذلك إلى منزلة الشاكرين بحفظ النعم، قال عمر بن عبد العزيز: "قيدوا نعم الله بشكر الله". ومن الأشياء التي يبلغ بها العبد درجة الشكور: أن يحدث بنعم الله عليه، قال الله عز وجل: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى:11]. عباد الله : اتقوا الله واعرفوا مقدار نعمه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم"[رواه الترمذي وصححه الألباني] يكفي العبد العاقل موعظة ما حل بقارون الطاغية لما تكبر واغتر بما منحه الله من النعم العظيمة والأموال الجسيمة فلم يقم بشكرها، بل تطاول وقال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]، كفر وغرور، وعتو ونفور، فماذا كانت النتيجة بعد أن خرج مغتراً على قومه في زينته؟ واغتر به من اغتر من ضعاف الإيمان؟ ما نفعه ماله ولا جاهه، قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 79 - 81]. [الأنترنت – موقع الألوكة - الشكر خلق اتصف به الخالق سبحانه - ياسر عبدالله محمد الحوري] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم