أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضيةوالتي هي بعنوان :*من ديوان الإيمان .. الشكر • والقدَم لها شكر تؤدِّيه إلى واهبها الحياة - عز وجل - حين لا تَعرف طريقها إلى فاحشة، فلا تَزني وزناها السعي؛ وإنما يجب أن يكون سعيها إلى المساجد ودُور العلم، والبيت الحرام وحَلبات الجهاد، ومواقع العمل والسعي على الرزق، وصلة الرحم، وعيادة المرضى، وزيارة الإخوة، ونُصرة المظلوم، وشهادة الحق، وإغاثة الملهوف، وتكون شاكرة حين تَحفظ ما بينها من عورات من اقتراف الآثام، بل تحمل صاحبها إلى مواطن الشرف والفَخار، لا إلى أماكن الفِسق والفجور! • واللسان له شكر يُؤديه، حين لا يذكر أعراض الناس، ولا يخوض في عيوبهم ونقائصهم، وحين لا يَجرح مسلمًا، ولا يَهجوه ولا يَطعنه ولا يَلعنه؛ ((المسلم مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده))، وحين يعفُّ عن تذوُّق الحرام، ويجد لذاته في الحلال. ودعاؤه لله شكر، وأمْره بالمعروف شكر، ونَهيه عن المنكر شكر، وذِكره لله تعالى شكر، وقوله للخير شكر، وشهادته للحق شكر، والحديث عن نِعَم الله وفضْله شكر، ومذاكرة آيات الله المقروءة والمنظورة في الكون شكر، وتعلُّم العلم شكر، كلمته الطيبة للناس شكر، كلمته الرقيقة المواسية لليتامى والمساكين شكر، وقبل كل ذلك يكون شاكرًا بترديده الشكر والحمد، والثناء والذكر اللفظي؛ فقد قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]. والفَرْج له شكر يؤديه لربه بارئه ومُسَوِّيه، حين لا يجد لذته وهواه في حرامٍ يَبحث عنه، ولا يعرف طريقًا إلى منكر، بل يتَّخذ العِفة حصنًا، والنقاء والطهارة سبيلاً، وإذا كان الفرْج أصل الشهوة، فإنه يكون عند شكره آية العِفة ورمزها، ومِفتاح طهارة الأصلاب ومِغلاق اللذة البهيميَّة، وهو الذي يُصدِّق هوى الأعضاء أو يُكذبها، فإذا كان بالقلب شهوة محرَّمة، تطلَّع الفرج لتصديقها وغلَبته الشهوة إليها، وإن كان القلب نظيفًا بريئًا، خالصًا عامرًا بذِكر الله وشكره، عمِي الفرج عن الحرام، وعفَّ بالحلال، وهذا شكره وحمده الذي يرضاه له الله ويَطلبه منه! وهكذا يكون الإنسان بكِيانه كله شاكرًا لربه، عارفًا لقدْره، مؤمنًا بنِعَمه، مقرًّا بحاجته إليه، وفضْله عليه؛ ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18] [الأنترنت – موقع الألوكة - من ديوان الإيمان .. الشكر - علي عيد] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم