أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة بعد الاربعمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضيةوالتي هي بعنوان :*من ديوان الإيمان .. الشكر وإن لكل عضو في جسم الإنسان شكرًا، كُتِب عليه أن يؤديه للخالق - جل وعلا - بعد أن يقدِّم شكره بمعرفة المُنعم على وجه الخضوع، وتقدير المنعم، وحين يقوم بالتصديق والإقرار بحقائق الإيمان، ويظل عامرًا بذكر الله، فحين يخصُّ الله - سبحانه - وحده بحبِّه والرضا عنه، ويخصه دون غيره بخشيته والخوف منه، والخشوع له وتَقواه، والتوكُّل عليه، والإنابة إليه وحده، ويُوقِّره وحده، ويصبر على أمره، ويَصبر عن نهْيه، أو على قضاه - يكون شاكرًا لربه، وحين يتخلَّص من كل حقدٍ وحسد وغِلٍّ، ولا يتمنَّى ولا يشتهي ما حرَّم الله، ويرضى بما رزَقه الله وأحلَّه له - يكون شاكرًا لله شُكر القلب المؤمن! • والعين تؤدي شكرها حين لا ترى عيوب الناس؛ وإنما ترى عيب صاحبها وتقصيره قبل عيب الناس، ولا تَنظر إلى ما متَّع الله به غيرَها، فربما كان الله - سبحانه وتعالَت حكمته - قد وهب الغير نعمةً للابتلاء والفتنة؛ وإنما يجب أن تَنظر إلى ما فضَّل الله به عليها من نعمة الإيمان، وما هي مهيِّئة له من بلوغ العلم النافع والقرب من الله، ولا تَنظر إلى المحارم وتَنتهك الحُرمات، فذلك زنا العين الذي جاء في الحديث: ((والعين تزني وزناها النظر)) وإن رأت منكرًا احْتَقرته وتجافَت عنه، ولم ترَ زينته وبَهْرجته، وهذا معنى أن تكون شاكرة لخالقها ومُصوِّرها! • والأُذن تؤدي شكرها، فلا تتجسَّس على عورات المسلمين ولا تتبعها، ولا تُكثر سماع اللفظ واللغو الزُّور، ولا تُلقي سمْعها للسخرية بالإسلام وحقائقه، أو بالله - عز وجل - أو برسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا تَسمح لنفسها بسماع الخوض في أعراض المسلمين، وإن تبادَرَ إليها شيء من ذلك، استَنكرتْه واستقبَحته، ولفَظَتْه كأن لم تَسمعْه، أو ستَرتَه إن كان مما لا يَحسُن نشره بين الناس، أو كان سبيلاً صحيحًا لإرشاده إلى موطن خطئه وشُبهة عيبه، وحتى تكون شاكرة، يَحسُن لها أن تسمع كل ما هو مشروع مُذَكِّر بالله وآياته؛ من ذكرٍ، أو دعاءٍ، أو استغفار، أو كل ما يُذكِّر بنِعَم الله في الكون والحياة! • واليد لها شُكر تؤديه، حين لا تُغضب ربها ولا تزني، وزناها لَمْس المحرَّمات؛ حتى لا تجد الشهوة سبيلاً إلى الفؤاد، فبُعدها عن الحرام شكر، وتغييرها المنكر شُكر، وحمْلها السلاح في سبيل الله شكر، ومسْحها على المسكين واليتيم شكر، وحمْلها الصدقة إلى الفقراء شكر، ومصافحتها في الله شكر، وتأْدِيتها الفرائضَ والعباداتِ شكر، ومنْعها الأذى شكر، وحملها أدوات العلم شكر، وسَعْيها في سبيل الرزق - طلبًا للعون على العبادة - شكر، وحين تجد طريقها إلى ما خوَّلها الله من عملٍ، تكون شاكرة حقَّ الشكر، فيُبارك الله فيها وما تأتيه بعونه! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم