أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية بعد الاربعمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية بعد الأربعمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضيةوالتي هي بعنوان :*من ديوان الإيمان .. الشكر وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: خرَجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من (عَزْوَرَا)، نزل ثم رفَع يديه، فدعا الله ساعة، ثم خرَّ ساجدًا، فمكث طويلاً، ثم قام فرفَع يديه ساعة، ثم خرَّ ساجدًا، (فعله ثلاثًا)، وقال: (إني سألت ربي لأُمتي، فأعطاني ثُلُث أُمتي، فخرَرت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأُمتي، فأعطاني ثُلُث أُمتي، فخرَرت ساجدًا لربي شكرًا،ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأُمتي،فأعطاني الثُّلث الأخير،فخرَرت ساجدًا لربي)). فكلما منَّ الله عليه بنعمة، اجتَهد في شكره عليها، وعبَّر عن امتنانه وسعادته بها بالفعل وبالقول، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فكثيرًا ما كان - صلى الله عليه وسلم - يدخل المسجد أول دخوله إلى المدينة مباشرة، عند عودته من غزواته؛ ليعبِّر عن شكره وحمْده لربه، فيصلي لربه شكرًا، قبل أن يكلِّم أحدًا من الناس، وقد روى أبو بكر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه أمر سرورٍ، أو شيء يُسَرُّ به، خرَّ ساجدًا؛ شكرًا لله. والأبلغ في الفضل والنعمة، أن يجعل الله - سبحانه وتعالى - الشكر مقدمة للزيادة في النعمة، فقد قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ورُوِي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((إذا قلت: الحمد لله رب العالمين، فقد شكَرت الله، فزادَك)). وإن كلمة قالها العبد حمدًا لله، أعجَزت الملائكة عن كتابتها؛ لفرْط مَثوبتها، وعِظَم جزائها؛ فقد روى ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((إن عبدًا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلَت بالمَلكينِ أن يكتباها، فلم يَدْريا كيف يَكتبانِها، فصعدوا إلى الله، فقالا: يا ربنا، إن عبداً قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله - وهو أعلم بما قال عبده -: وما الذي قال عبدي؟، قالا: يا ربنا، إنه قال: لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال لهما: اكْتُباها كما قال عبدي حتى يلقاني، فأَجزيه بها)). إذًا فجزاء الحمد لا يُقدَّر، وثوابه تَعجِز الملائكة عن تقديره، وكان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - لا يَفتُر عن شيئين: الاستغفار، والشكر! فاستفتاح صلاته بالحمد، واستفتاح خطبته بالحمد، وإذا استيقَظ من نومه حمِد الله، وإذا ركِب حمد الله، وإذا طعِم حمد الله، وإذا شرِب حمد الله، وإذا تخلَّى حمد الله على ذَهاب الأذى وبقاء العافية، إذا أتى نساءَه حمد الله، وهكذا يحمد الله على كل حال، ويَشكُره على كل نعمة! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم