أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والتسعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والتسعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*فهم الآخرين وقيمة الشكر في البرمجة اللغويَّة العصبيَّة ثَمَّ ما يسمى بالفرضيَّات التي تعني بكلِّ سهولة: المبادئ أو القوانين التي ينبغي لك أنْ تتمثَّلها حتى تفهَمَ السلوك الإنساني وتصرُّفات الآخرين على ما هم عليه. ومن هذه الفرضيات أو الافتراضات افتراض يقول: الخريطة ليست هي الواقع The map is not the territory، أو بأسلوب منطقي: عدم الوجدان للشيء لا يستلزم عدم وجوده في الواقع، ولنوضِّح هذا المفهوم أضرب مثالاً حصل معي شخصيًّا وهو: أنَّني أردت التحقُّق من صحَّة حديث نبويٍّ معيَّن، وقد توجَّهت لموقعٍ إلكتروني يقدِّم هاذه الخدمة، ولكنِّي لم أجد نصَّ هذا الحديث إطلاقًا، فقلت إذ ذاك في نفسي: هذا ليس حديثًا، ثم حدث بعد ذلك أنْ كنت أقرأ في كتابٍ لعالمٍ ثقةٍ، وإذا هو يستَشهِد بهذا الحديث، وإذا هو يضع في الحاشية تخريجه (حديث قدسي صحيح)، وإذا أنا أتذكَّر تلك الحادثة، وإذا أنا أتذكَّر أيضًا تلك المقولة المنطقيَّة التي ذكرتها آنفًا. إنَّ هذا الأمر يعني أنَّ لكلِّ واحد منَّا خريطته عن العالم الخارجي، وهاذه الخريطة تُفسِّر الأحداث والوقائع والتصرُّفات التي يقوم بها الآخَرون وفق خبراتنا المتعلِّقة بها، ولكلٍّ منَّا معلومات يستمدُّها من الحواس الخمس واللغة والفكر والقيم والمعتقدات الثاوية في الذات. ولا ضير إنْ قلنا: إنَّ المعلومات التي نستقبلها من العالم الخارجي وحتى الأحكام التي نسوقُها عنه إنما هو مثل الجملة الخبريَّة في البلاغة العربيَّة، حيث إنها تحتمل الصواب والخطأ، ولكن رؤية الناس تختلف حسب إدراكاتهم. ماذا يحدث لو آمنَّا بهذا الافتراض وجعَلناه قانونًا لنا في مختلف ظروف حَياتنا وأحوالها؟ بلا شكٍّ أنَّ خريطتنا ستتوسَّع، وتصوُّرنا عن الآخَرين سيختلف بطريقةٍ إيجابيَّة، ونصبح متفهِّمين وعاذرين، وغير ساخطين أو متذمِّرين. لو حدث لك موقفٌ مثلاً أنَّ صديقك قال لك: مشكلتي ليس لها حلٌّ إطلاقًا، ما أوَّل شيء ينبغي لك أنْ تقوله له؟! أفضل كلمة تقولها له بادئ الأمر هو موافقتك له، قل له: حقًّا مشكلتك لا حلَّ لها؛ إذ إنَّك تتعامَل مع خريطة مغايرة لخريطتك؛ إذ إنَّه لا يستطيع أنْ يحلها، أو أنَّ خريطته لم تتعامَل مع هذا النوع من المشكلات، مع أنَّك لو مررت بهذه المشكلة نفسها لأمكنك أنْ تحلها بطريقةٍ سهلة. ولكنَّ الشخص الآخَر قد لا يملك خريطة متشعِّبة مثلك. عرفت إذًا فائدة توسيع خريطتك أولاً، وفهم خريطة الآخرين ثانيًا، ومحاولة تطبيق هذا الأمر ثالثًا. سيحدث أنْ ستساعد أحدهم، وسيحدث ألاَّ يشكرك، أو إنْ شئت سيهجم عليك؛ إذ إنَّك - حسب خريطته - لم تُساعِده! وسيحدث أنَّك ستتفهَّم وضعه وتصوُّره، وتحاول قدْر الإمكان أنْ تشرح له الأمر، أو إنْ شئت تبيِّن له أهميَّة إعذار الناس. كلُّ ما حولك من آراء بشريَّة إنما قابلة للصدق والكذب، أو الحقيقة وغيرها؛ ولذا ألحُّ عليك مرَّة أخرى بضرورة اتِّباع هذا الافتراض الجميل. [ الأنترنت – موقع الألوكة - فهم الآخرين وقيمة الشكر - محمد حمدان الرقب ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم