أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والتسعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والتسعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :* العبيد بين الشكران والجحود وقال القائل في ذلك: لَوْ كُلُّ جَارِحَةٍ مِنِّي لهَا لُغَةٌ *** تُثْنِي عَلَيكَ بِمَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ لَكَانَ مَا زَادَ شُكْرِي إِذْ شَكَرْتُ بِهِ *** إِلَيْكَ أَبْلغَ فِي الإِحْسَانِ وَالمِنَنِ [ "تفسير ابن كثير" 4/ 512.] هذا، وقد أعلمنا سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - : (أن ما عند الله مِنْ خير وبركة لا يُنال إلا بطاعته؛ إذ قال: ليس من عمل يقرب من الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرِّب من النار إلا وقد نهيتكم عنه؛ فلا يستبطئن أحدٌ منكم رزقَه، فإن جبريل ألقى في رُوعي أن أحدًا منكم لن يخرجَ من الدنيا حتى يستكملَ رزقه؛ فاتَّقوا الله - أيها الناس - وأجملوا في الطلَب؛ فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعْصية الله؛ فإنَّ الله لا يُنال فضلُه بمعصيته) [ أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 13/ 227 حديث 35473 من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" 1700.] ألا فلنفتش في أنفسنا وجناياتنا؛ فإنه لَم ينزل بلاءٌ من السماء إلا بذنبٍ، ولا يُكشف إلا بتوبة، ولنعلم أن ما وقع من غلاءٍ ووباء وبلاء هو بسبب إعراضنا وجحودنا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقال: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]. يقول ابن عجيبة في تفسيره: "يقول الحقُّ - جلَّ جلاله -: أَحِينَ أصابتكم مصيبة يوم أُحُد بقتْل سبعين منكم، وقد أصبتم مثليها يوم بدْر، فقتلتم سبعين وأسرْتم سبعين، قُلتم: أنَّى هذا؟ أي: من أين أصابنا هذا البلاء، وقد وُعِدنا النصر؟! قل لهم: هو من عند أنفسكم؛ أي: مما اقترفتْه أنفسكم من مخالفة المركز، والنصر الموعود كان مشروطًا بالثبات والطاعة، فلما اختل الشرط اختل المشروط، إن الله على كل شيء قدير؛ فيَقدِر على النصر بشرْط وبغيره، لكن حكمته اقتضتْ وُجُود الأسباب والشروط[إحياء علوم الدين 4/ 186.] فإذا كان بسبب مُخالفة واحدةٍ تحولتْ نعمة النَّصْر إلى مصيبة الهزيمة، وتحوَّلتْ نعمة العافية إلى قتْل سبعين مِنْ خيرة الأصحاب - عليهمُ الرِّضوان - على رأسهم سيد الشهَداء حمزة - رضي الله عنه - وخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المعركة جريحًا، وقد كسرتْ رباعيته، وشُج وجهُه، ودخلتْ حلقتان من حلقات المغفر في وجنتيه - صلى الله عليه وسلم - فماذا نستحقُّ نحن مع الموبقات التي تُقْتَرف كل لحظة؟! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم