أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والتسعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والتسعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :* العبيد بين الشكران والجحود قال أبو عبيدة الخواص - رحمه الله -: سُبْحَانَ مَنْ لَوْ سَجَدْنَا بِالعُيُونِ لَهُ *** عَلَى حِمَى الشَّوْكِ وَالمَحْمِي مِنَ الإِبَرِ لَمْ نَبْلُغِ العُشْرَ مِنْ مِعْشَارِ نِعْمَتِهِ *** وَلا العَشِيرَ وَلا عُشْرًا مِنَ العُشُرِ [ "لطائف المعارف" ص 310.] وقد صاغ هذه المعاني شيخُ الإسلام - طيَّب الله ثراه - في أبيات رقيقة رقراقة، تفيض ذُلاًّ واطِّراحًا بين يدي الوهَّاب سبحانه، فقال: أَنَا الفَقِيرُ إِلَى رَبِّ البَرِيَّاتِ *** أَنَا المُسَيْكِينُ فِي مَجْمُوعِ حَالاَتِي أَنَا الظَّلُومُ لِنَفْسِي وَهْيَ ظَالِمَتِي *** وَالخَيْرُ إِنْ يَأْتِنَا مِنْ عِنْدِهُ يَاتِي لَا أَسْتَطِيعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ *** وَلاَ عَنِ النَّفْسِ لِي دَفْعَ المَضَرَّاتِ وَلَيْسَ لِي دُونَهُ مَوْلًى يُدَبِّرُنِي *** وَلاَ شَفِيعٌ إِذَا حَاطَتْ خَطِيئَاتِي إِلاَّ بِإِذْنٍ مِنَ الرَّحْمَنِ خَالِقِنَا *** إِلَى الشَّفِيعِ كَمَا قَدْ جَا فِي الاَيَاتِ وَلَسْتُ أَمْلِكُ شَيْئًا دُونَهُ أَبَدًا *** وَلاَ شَرِيكٌ أَنَا فِي بَعْضِ ذَرَّاتِي وَلاَ ظَهِيرَ لَهُ كَيْ يَسْتَعِينَ بِهِ *** كَمَا يَكونُ لِأَرْبَابِ الوَلايَاتِ وَالفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَات لازِمٍ أَبَدًا *** كَمَا الغِنَى أَبَدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي وَهَذِه الحَالُ حَالُ الخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ *** وَكُلُّهُمْ عِنْدَهُ عَبْدٌ لَهُ آتِي فَمَنْ بَغَى مَطْلبًا مِنْ غَيْرِ خَالِقِهِ *** فَهْوُ الجَهُولُ الظَّلُومُ المُشْرِكُ العَاتِي وَالحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ الكَوْنِ أَجْمَعِهِ *** مَا كَانَ مِنْهُ وَمَا مِنْ بَعْدُ قَدْ يَاتِي [ "المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام" 1/ 144.] فالاعترافُ بالنِّعم مع العجز عن شكرها هو عينُ شكرها؛ يقول الإمام ابن كثير: وقد روي في الأثر: أن داود - عليه السلام - قال: يا ربّ، كيف أشكرك وشكري لك نعمةٌ منك عليَّ؟ فقال الله تعالى: الآن شكَرْتني يا داود، أي: حين اعترفتَ بالتقصير عن أداء شكر النِّعَم. وقال الشافعي - رحمه الله -: الحمد لله الذي لا يُؤدى شكرُ نعمة من نعمه إلا بنعمة تُوجِب على مُؤدي ماضي نِعَمه بأدائها نعمة حادثة توجب عليه شكره بها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم