أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التسعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التسعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*قالوا في الشكر • قال سليمان التيمي رحمه الله تعالى: (إنَّ اللهَ أنعمَ عَلَى العِبَادِ بِقَدْرِ قُدْرَتِهِ، وَكَلَّفَهُم مِنَ الشُّكْرِ بِقَدْرِ طَاقَتِهِم). • جاء رجل إلى يونس بن عبيد يشكو له فَقْرَهُ وضِيْقَ حَالهِ ومَعاشِهِ، وكَثْرَةَ الغُمُوم التي تُحِيط به حتّى وصل إلى اليَأسِ مِن حَياتِهِ، فقال له يونس: • أَيَسُرُّكَ ببصرك الذي تُبْصِر به مئة ألف؟ قال: لا. • قال: هذا سمعك الذي تَسْمَع به؟ أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا. • قال: فلسانك هذا الذي تَنْطِق به، أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا. • قال: فعقلك الذي تَعْقِل وتُفَكّر به، أَيَسُرُّكَ به مئة ألف؟ قال: لا. • قال: فيداك اللتان تَبْطِشُ بهما، أَيَسُرُّكَ بهما مئة ألف؟ قال: لا. • قال: فرجلاك اللتان تَمْشِي عليهما، أَيَسُرُّكَ بهما مئة ألف؟ قال: لا. وما زالَ يَذكُرُ نِعَمَ الله تعالى عليه حتّى قال له: مئات الآلاف.. وأنت تشكو الحاجة والضّيقَ!! • قال بعض الحكماء: (مَن أُعْطِيَ أربعاً لم يمنعْ مِن أربعٍ: مَن أُعْطِيَ الشُّكْرَ لم يمنعِ المَزِيد، ومَن أُعْطِيَ التّوبةَ لم يُمنعِ القَبولَ، ومَن أُعْطِيَ الاستخارةَ لم يُمنع الخِيْرَة، ومَن أعطي المشورةَ لم يُمْنَع الصَّوابَ). [الأنترنت – موقع الألوكة - قالوا في الشكر- ملهم دوبان ] *﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ قرن الله جل جلاله بموته صلى الله عليه وسلم الشكر دون الصبر قد تقصر أحيانًا العبارات، وتُصم الإشارات، ولم يبق إلا أحوال مستشعرات،تُنبيك عن مشاعرَ ثائرات؛ أن يُفقَد الحبيب فلا يَملأ الفراغَ صديقٌ ولا قريب، مَن كان حياته رحمات فموته أكبر المصيبات، ومن سبقه أمانًا لذي العاهات فحريٌّ بالسابق أناس الغربات، من هنا كان في الموت عزاء وفي الذهاب بلاء، لكنْ في البِدَار إعفاء، كذا قضى القضاء، فما أعظمه من رسول رحمة في القضاء والبقاء! ما أصعبَ الامتحانَ على الشعور؛ أن تقضيَ نفسُ الحبيب وتهجر الأوطان؛ كيف للعين أن ترى العيان؟ بعد ذاك المحيا والتباشير الحسان، بعد تبسُّمٍ يورِث الخائفَ الأمل، ويمنح الحزين الجذَل، كيف لآذانٍ أن تسمع - بعد حُلو المنطق ونغماته، من إيجاز وإطناب أعجَز هُواته - مزاميرَ داود في أصواته، وترانيمَ الجمال في نبراته؟ مضَت كفٌّ وضعَت بين صدر الشباب؛ ليعود من الخنا إلى مَتاب، وأخرى بين ثديَيْ مرتاب؛ ليجد البرد واليقين فلا ارتياب، وأخرى تُواسي الحزين بمُصاب، فيكون أبًا وحبيبًا بل الآباء والأحباب، أم من يعزي الحجَر؟ فقد سلامَه والشجر، ورده الرخيم المنتظَر: وعليك السلام كما البشر. أيا جذعُ؛ أبيتَ الصمت لبعد ساعة وموقف الخطاب، أيا جذع؛ عُزِّيت بيد ووعد غير كذاب، أيا جذع؛ ماذا يقول المسكينُ منهم وقد وارى بيده التراب؟ أينفجر صراخًا فقد نُهي عن الانتحاب! أم يمضي صامتًا؟ لعَمرك قد أحرق الجوى من نار ولهاب، ولكن لأجله، من أجله، وفي أجَله أبكي وأفرح وأحزن وأشكر بمصاب وليس فوقه مصاب. ليس بِدعًا من القول: إن الموت مصيبة؛ قال تعالى: ﴿ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ﴾ [المائدة: 106]، وأخبرنا عن ثواب الصبرعندها فقال:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم