أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والثمانون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان:* وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يشكرون سابعاً: الحذر الشديد من مغبة الكذب والافتراء على الله تعالى؛ فعاقبة ذلك بدون شك وخيمة للغاية، قال تعالى: ﴿ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ﴾ [يونس: 60]. ثامناً: قد لا يعرف الكثير من الناس أن من نعم الله تعالى عدم التعجيل بالعقوبة نظير ما يرتكبه الإنسان من قصور وأخطاء، ولذلك قال الألوسي - رحمه الله - عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ﴾ [النمل: 71 – 73]: ومن جملة إفضاله عز وجل وإنعامه تعالى تأخير عقوبة هؤلاء على ما يرتكبونه من المعاصي، [ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ] أي: لا يشكرونه جل وعلا على إفضاله سبحانه عليهم ومنهم هؤلاء (الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج 15، ص 31). وعلق التستري - رحمه الله - في تفسيره على ذلك فقال: منعه فضل كما أن عطاءه فضل، ولكن لا يعرف مواضع فضله في المنع إلا خواص الأولياء (التستري، تفسير التستري، ج 1، ص 387). الخلاصة : من خلال ما سبق عرضه، والذي تضمن وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يشكرون؛ يمكن استخلاص أهم النقاط التالية: أولاً: الشكر من الأخلاق الكريمة التي أتصف بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مقدمتهم وهو سيد الشاكرين فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه. ثانياً: الحرص على شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والعاقل الفطين هو الذي يعرف نعم الله تعالى عليه ويشكره عليها. ثالثاً: وصف الكثرة من الناس بأنهم لا يشكرون هو مدح للقلة على شكرهم لله تعالى، وهو أيضاً فضل ومنة من الله عليهم بأن استحقوا مدح الله لهم. رابعاً: الكثير من الناس يغفل عن نعم الله تعالى التي يرفل بها في كل لحظة وحين، ولذلك يجب على الإنسان أن يتذكر دائماً وأبداً لأن تذكر هذه النعم دافع قوي لشكر المنعم سبحانه وتعالى. خامساً: الحذر الشديد من عداوة إبليس ووسائله التي تصد الإنسان عن طاعة ربه وشكره على نعمه، قال تعالى: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16- 17]. [الأنترنت – موقع الألوكة - وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يشكرون - د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم