أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثمانون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يشكرون يجب على المسلم أن يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والتي منَّ وأنعم بها عليه، ولا يكفر بنعم الله إلا جاحد قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]. ويقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]. وأوضح الخازن - رحمه الله - في تفسيره عند هذه الآية: أي: اشكروا الله تعالى الذي رزقكم هذه النعم إن كنتم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه إلهكم لا غيره، وقيل إن كنتم عارفين بالله عز وجل وبنعمه فاشكروه عليها (الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل، ج 1، ص 133). وعلق سيد عند هذه الآية فقال : بأن الله تعالى ينادي الذين آمنوا بالصفة التي تربطهم به سبحانه، وتوحي إليهم أن يتلقوا منه الشرائع وأن يأخذوا عنه الحلال والحرام ويذكرهم بما رزقهم فهو وحده الرازق، ويبيح لهم الطيبات مما رزقهم فيشعرهم أنه لم يمنع عنهم طيباً من الطيبات، وأنه إذا حرم عليهم شيئاً فلأنه غير طيب لا لأنه يريد أن يحرمهم ويضيق عليهم، وهو الذي أفاض عليهم الرزق ابتداء ويوجههم للشكر إن كانوا يريدون أن يعبدوه وحده بلا شريك فيوحي إليهم بأن الشكر عبادة وطاعة يرضاها الله تعالى من العباد (قطب، في ظلال القرآن، ج 1، ص 127). والإنسان الذي حُرم الشكر فقد حرم خيراً كثيراً، وقد عاب القرآن الكريم على أكثر الناس بإعراضهم عن الله عز وجل وقلة شكرهم للمنعم سبحانه وتعالى وذلك في عدد من الآيات الكريمات وجاءت أكثرها بعبارة قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ﴾. وإن شاء الله تعالى في الصفحات القادمة نستعرض هذه الآيات الكريمات ثم نعرض لبعض المضامين التربوية التي حوتها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم