أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثمانون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: * لماذا انصرف الناس عن الشكر؟ لم ينصرف الناس عن الشكر إلا بسبب جهلهم بربهم وغفلتهم عنه وانغماسهم في الدنيا، حتى صارت همهم، فغاصوا في شعابها وهلكوا في أوديتها.... ولو أن العبد استشعر عظمة ربه وأيقن أنه واقع تحت نظره وتذكر قدرته وأن بطشه شديد لو استشعر ذلك كله لأقبل على شكره وطاعته.. قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) (ت، جه). وفي صحيح الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نظر إلى من هو دونه في الدنيا ومن هو فوقه في الآخرة كتبه الله صابراً شاكراً ). • ولو أن الناس انصرفوا عن الشكر لسامهم الله سوء العذاب: فهم بين أمرين إما أن تزال نعمتهم أو يستدرجوا وكلا الأمرين أشر من الآخر. إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعمْ وحافظ عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقمْ • قال " فالعبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه ". • قال الحسن: " إن الله عز وجل ليمتع بالنعمة من شاء فإذا لم يشكر قلبها عليك عذاباً ". • فإذا لم تزل النعم حال عدم شكرها كان وجودها استدراجاً.... وهذا هو واقع الكثيرين مستدرجون مغترون بالنعم مفتونون بزيادتها معتقدون أن كثرتها دليل كرم الله للعبد بل قال الله تعالى ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [القلم].. وفي الصحيحين " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " فرب مستدرج بنعم الله وهو لا يعلم، ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم مغرور بستر الناس عليه وهو لا يعلم. وأختم بقول أبى العتاهية: رغيف خبز يابس تأكله في زاوية *** وكوز ماء بارد تشربه من ساقية وزوجة مطيعة عينك عنها راضية *** وغرفة ضيقة نفسك فيها خالية ومسجد بمعزل عن الورى في ناحية *** تدرس فيه دفتراً مستنداً لسارية معتبراً بما مضى من القرون الخالية *** خير من الساعات في القصور العالية فهذه وصيتي مخبرة بحاليه طوبى **** لمن يسمعها تلك لعمرى كافية [الأنترنت – موقع الألوكة _ شكر النعم خطوة في طريق السعادة - د. شريف فوزي سلطان] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم