أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثمانون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: * شكر النعم خطوة في طريق السعادة *وهو مبني على خمس قواعد حتى تعلم هل أنت من الشاكرين أم لا: القاعدة الأولى: خضوع الشاكر للمشكور وهذا الخضوع مقتضاه أن تمتثل أوامره وتجتنب وتفعل ما يرضيه. القاعدة الثانية: حبك له. فالنفس مجبولة على حب من أعطاها، فهل أعطاك أحداً مثل ما أعطاك الله؟ هل أنعم عليك أحد بمثل ما أنعم عليك الله؟ هل تفضل عليك أحد بمثل ما تفضل عليك الله؟ فأحبه وبجله وعظمه ولا تعصه. القاعدة الثالثة: اعترافك بنعمته وهذا الاعتراف اعتقاد يعتقده العبد بقلبه أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يستطيع أن يقدم لنفسه أو يؤخر أو يملك ذلك نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ولا يستطيع أن يملك ذلك لنفسه فضلاً عن غيره لا يستطيع أن يرزق نفسه فضلاً عن غير " اعتراف لله بنعمه ". القاعدة الرابعة: ثناؤك على الله بها فلا تقدم قدماً ولا تؤخر قدماً ولا تفتح عينك إلا وأنت تلهج بذكر الله وحمده والثناء عليه. كان نبي الله داود عليه الصلاة والسلام يقول: ( إلهى لو أن لسانين يسبحانك بالليل والنهارماوفيت حق نعمة واحدة. القاعدة الخامسة: ألا تعصيه بنعمه: فعينك نعمة لا تنظر بها إلى محرم. لا تنظر بها إلى الفتيات في الشوارع أو على الشاشات وفي المحلات. وسمعك نعمة فلا تستمع به إلى غيبة أو نميمة أو كذب أو غناء ولسانك نعمة فلا تلفظ به إلا بالخير، لا تكذب ولا تنم ولا تغتاب ولا تهزأ ويدك ورجلك وقلبك نعم لا تستعملها في معصيته. وخلاصة القول: أن شكر اللسان الثناء والإقرار، وشكر الجوارح الطاعة والانقياد وشكر القلب التوحيد " المحبة والخوف والرجاء ". أُأكد على ما ذكرته بأنه لا سبيل قط إلى حراسة النعم وحمايتها إلا بالشكر. • لما جاء وفد اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم رجل يسمى حديراً فلما أرادوا الانصراف – وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أن يعطى كل ضيف هدية – فأعطى لكل فرد منهم، وكان حديراً مشغولاً بذكر الله بعيداً عن عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحى حدير أن يطلب جائزته، فانصرفوا وانصرف معهم حدير – فإذا بجبريل ينزل على النبي الأمين ويقول: ربك يقرئك السلام ويذكرك حدير. • إن هذا الموقف ليذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة " والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عليه عندي لصافحتكم الملائكة في طرقكم وعلى فرشكم " فإذا نسى الإنسان لم ينس الملك الديان. قال جبريل: ربك يقرئك السلام ويذكرك بحدير فطلب رسول الله فارساً وأعطاه هدية وقال " الحق القوم فاسأل عن حدير وأعطه هديته وأقرئه منى السلام، فلما أدركهم قال: أين حدير؟ قالوا له هذا. فقال له رسول الله يقرئك السلام ويقول لك " إنه نسيك، فذكره الله بك، فقال حديراً اللهم كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك " فكان أكثر الناس ذكراً. هذا هو الشاهد: شكر حديراً، النعمة، وسأل الله ألا ينسه ذكره، لو أني أنا الذى جاؤوني بالهدية لشغلني فرحى بها عن ذكر الله - واقع مر - كثير من المسلمين مشغول بالبلية عن المبتلى، مشغول بالنعمة عن المنعم، مشغول بغير الله عن الله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم