أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثمانون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: * شكر النعم خطوة في طريق السعادة أنت في نعم عميمة وأفضال جسيمة ولكنك لا تدري، تعيش مهمومًا وعندك الخير الدافئ والماء البارد والنوم الهانئ.. لا تشعر بلذة ولا ترى متعة أتدري لماذا؟ لأنك تفكر في المفقود ولا تشكر الموجود. نعمة الإيمان وايْمُ الله ما بعدها نعمة، هل فكرت يومًا أن ملايين البشر من حولك في بحار الكفر غارقون، وفي النار هم خالدون.. تأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص، والمح عقلك وقد أنعم الله عليك بحضوره فلم تفجع بجنون أو ذهول.. أيها العاقل الأبيّ: أتبيع بصرك بجبل أحد ذهباً، أتبيع سمعك بقصور الزهراء، هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت؟ ولو فعلت فماذا ينفعك هذا وذاك؟ • هل فكرت أن تذهب إلى المستشفيات لترى المقعدين الذين لا يملكون حراكاً؟ ولترى في قسم الحرائق ماذا فعلت النيران بالوجوه؟ لترى في قسم العيون من فقدوا أعينهم؟ هل رأيت أصحاب المحاليل المعلقة؟! هل رأيت من عاشوا حياتهم في المستشفيات ثم فيها ماتوا؟ • كان بكر بن عبد الله المزني يقول: يا ابن آدام إذا أردت أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فأغمض عينيك. كل هذه النعم التي فقدها الآخرون وملكتها أنت هل شكرت الله عليها؟ • وإلى كل مبتلى: هل شكرت الله على أن ابتلاك في جسدك وحفظ لك قلبك فملأه بالإيمان. • دخل رجل على سهل بن عبد الله فقال: اللص دخل دارى وأخذ متاعي فقال: اشكر الله فلو دخل اللص قلبك وأدخل عليك الشرك وأفسد عليك التوحيد ماذا تصنع؟ • وسُئل بعض الصالحين كيف أصبحت؟ قال أصبحت وبي نعم لا تُحصى مع كثير ما يُعصى، فلا ندرى علام نشكر؟ أعلى جميل ما نشر أم على قبيح ما ستر؟ • أعلمت أنك في نعم إن لم تدم وتزد وتبارك كان النكوص والارتداد والسلب والحرمان. ولا سبيل قط إلى حراسة النعم وحمايتها وزيادتها إلا بالشكر... والشكر: منحة إلهية وعبادة قلبية ما منحها الله عبداً إلا فاز بالمزيد من خيرى الدنيا والأخرة، قال تعالى:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم:7] ولعلو رتبة الشكر طعن اللعين إبليس في الخلق قائلاً ﴿ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف:17] وصدق وهو كذوب قال تعالى ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ:13] لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ " إني أحبك فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " [أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني]. وحقيقة الشكر عمل: لذلك لما أمر الله آل داود أن يشكروه قال:﴿اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ:13] أي اعملوا عملاً تكونون به قد أديتم شكر الله عليكم. قال ابن القيم: " وحقيقته، ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافاً وعلى قلبه شهوداً ومحبة وعلى جوارحه انقياداً وطاعة ".. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم