أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والسبعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والسبعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم مجانبة الإسراف : في الحقيقة هو من أعظم الشكر الذي يزيد في النعم ويحفظها للفرد والجميع، وبالمقابل ففي الإسراف والترف والبذخ خراب الديار وفناء الأعمار، ولقد بين الله تعالى أن من أسباب غضبه وفي غضبه زوال النعم وحلول النقم هو : التعدي والطغيان ومجاوزة الحد والإسراف، قال الباري سبحانه وتعالى : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} طه 81، وقال سبحانه وتعالى محذرا من حياة الترف والبذخ: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} الإسراء16، مترفيها : أي منعميها من الأغنياء والرؤساء والأمراء، فطغيانهم في النعم وإسرافهم فيها ساقهم إلى التعدي والطغيان والفسوق والعصيان. فالحياة تطيب باتباع هذه التعاليم الربانية، من ضرورة الإنفاق في مجال الدنيا والدين بالعدل والمساواة، دون تقتير ولا تبذير، فاجعل من مالك نصيبا لنفسك ولأهلك ولدينك، وذخر لوقت الحاجة حتى لا تضيق عليك الضائقة وربما تكففت الناس أأعطوك أم منعوك. فإذا اتبع العبد هذا السبيل بارك الله له في رزقه وماله وحفظه عليه، فإن أكل أكل طيباً وإن أنفق أنفق طيباً، والله طيب لا يقبل إلا طيباً , ولله المزيد: فإن حل بالعبد فقر وفاقة وربما اشتدت به الحاجة إلى المال الذي به قوام حياته , فالله عز وجل وعده بالفرج، فلا يلبث ويوفقه إلى مخرج يجد فيه ضالته، والله لا يخلف الميعاد، فما دام العبد عرف ربه عند غناه وسعته وسخر هذه النعمة في مرضاته وعرف بين الخلق بالجود والكرم والإنفاق , فقد قدم ما عليه بأن تعرف لربه بهذه النعمة قبل حلول النقمة، فتتدخل سنة الله بالحفظ والولاء وعظيم الجزاء , فيخفف على عبده هذه الشدة ويسخر له من يعينه عليها، فلا يلبث إلا وتنجلي عنه الشدة، وربما وهب له مثلها أو خيرا منها , وهي ذكرى للعابدين في كتابه المبين، قال الرزاق ذو القوة المتين :{وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} الأنبياء 84. هذه في الدنيا أما في الآخرة فالعبد يسير تحت ظل صدقته من قبره إلى نشره وحشره وكلما تكفأ به الصراط ثبته ماله حتى يعبر هذه المحنة التي مقدارها ألف سنة. والله جل وعلا قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله أن يجعلنا ممن عرفوه في رخائهم بأموالهم فتاجروا بها مع الله بصالح أعمالهم. [الأنترنت – موقع إمام المسجد - شكر النعم - *وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم *أبو أنفال الجزائري] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم