أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والسبعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والسبعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم تحري الطيبات: أمر الله تعالى أن يتبع العبد طريق الحلال وينأى عن طرق الحرام، وليس ذلك إلا لمصلحة تعود على العبد ذاته لينال الحفظ من الله، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} رواه مسلم، فأمر بأن يسلك العبد مسلك الطيبات ليطيب عيشه وينال بذلك السعادة والهناء التي نالها أنبياء الله، وقال الباري سبحانه : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً.} النحل97، هو وعد من الله بالحياة الطيبة لكل من اقتفى أثر الصالحين في المجالين الديني والدنيوي إلتفاتة: صلاح المجتمع بصلاح الأسرة التي قوامها رجل وامرأة، وإذا طابت فعال وأقوال الناس وطابت نياتهم طاب ما حولهم {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} والأعظم من ذلك قبول أعمالهم وأقوالهم متعلق باتباعهم طريق الطيبات كما ذكر الله سبحانه وتعالى : {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر10.فالعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي يشمل مصالح العباد العاجلة والآجلة وهي العبادة الحقة ودين القيمة.ولا يطيب مقال العبد وفعاله، إلا إذا كان كسبه من صالح أعماله. الإنفاق : لقد منّ الله على عباده بوافر النعم وأوسع عليهم في الأرزاق والمنن، وفتح لهم من أبواب رزقه ما امتلأت به القرى والمدن , ومن أسع عطائه أن فرض عليهم زكاة في أموالهم يطهر بها أموالهم ويزكي بها أنفسهم , وحثهم بعد ذلك على عمل البر والإحسان ومجاهدة النفس والشيطان , ورغبهم في المبادرة والمسارعة في الخيرات، بأن فتح أبواب جنة عرضها السماوات والأرض للذين ينفقون في السراء والضراء، قال الله تعالى :{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران 133-134. ثم أوصاهم على التزام الحكمة في صرف هذا المال وجعل ذلك من لوازم الشكر والعرفان. الوسطية والإعتدال : ومن الحكمة التي هي ضالة المؤمن ضرورة التوسط والاعتدال في إنفاق المال، بل إن الله تعالى لما أثنى على صنف من عباده الحكماء الذين هم أقرب الخلق لرحمته ولواسع منه وعطائه،وصفهم بالاعتدال في حياتهم المادية، قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} الفرقان67، والإنفاق سواء كان في أمور الدين أو الدنيا، فلابد من الاستقامة والاعتدال فيه دون إفراط ولا تفريط، قال الله تعالى : {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} الإسراء 29، معنى الآية: لا تبخل بما أتاك الله فتمنع ذوي الحقوق حقوقهم فيلومك سائلوك، ولا تفتح يديك بالعطاء فتخرج كل ما تملك فلا يبق لك شيء ولا لأهلك فتنقطع بك الحياة ولم تجد ما تواصل به مسيرك، فكن بين ذلك قواما عدلا وسطا. والخطاب هنا موجه لصفوة الخلق عليه الصلاة والسلام، ففيه من الشأن ما لهذا النبي والرسول الكريم، وفيه من الفضل ما ينبغي التمسك به والعمل به، كفضل سنته صلى الله عليه وسلم في التمسك بها والعمل بمقتضاها . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم