أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السبعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السبعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: * النعم التي وعد الله بها عباده المؤمنين ومن تلك النعم التي وعد الله بها عباده المؤمنين: *الحياة الطيّبة، فقد وعد الله عباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة، الحياة الهنيئة المبنيّة على الالتزام بمنهج الله القويم، وصراطه المستقيم. الأمن والنجاة في الدنيا والآخرة، فقد وعد الله عباده المؤمنين بالنجاة في الدنيا والأمن في الآخرة من الفزع الأكبر. *المغفرة، فقد وعد الله عباده المؤمنين بالمغفرة والأجر والثواب، فيغفر الله زلّاتهم، وكلّ ذلك برحمته تعالى. النصر على الأعداء، فكم من فئة قليلة غلبت فئةً كثيرة بأمر الله، فلابدّ للإسلام أن ينتصر على أعدائه، طال الزمن أم قصر. التمكين والاستخلاف في الأرض، فقد وعد الله الذين آمنوا بالخلافة في الأرض والتمكين لهم، وستعود للإسلام هيبته، ويعود له عزّه بإذن الله. فهذه بعض الوعود التي وعد الله بها عباده المؤمنين، وهي من نعم الله التي ننتظرها بإذن الله تعالى. وممّا سبق نجد أنّ النعم التي أنعم الله بها على عباده أكثر من أن تعدّ، فهل هناك ما يجب فعله للحفاظ على هذه النعم؟ وهل هناك ما يزيل النعم؟ نعمة الإسلام إنّ أفضل النعم التي أنعم الله بها علينا هي أن خلقنا مسلمين، فنعمة الإسلام هي نعمة عظيمة جداً، بل هي أعظم النعم على الإطلاق، فيا لحظِّ من خلقه الله مسلماً في بيئةٍ مسلمةٍ. أمّا المسلمون فلهم حظٌّ عظيم من نعم الله سبحانه في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا هم في عناية الله ورحمته، وسيبقون كذلك إلى أن يحقق الله لهم النصر والتمكين ويستخلفنّهم في الأرض، هذا وعد الله لهم، والله محقّقٌ وعده، وفي الآخرة لهم: (ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر) رواه البُخاري في صحيحه، عن أبي هريرة، رقم: 4779. لهم الجنّة، فالمسلمون أكثر أهل الجنّة على الإطلاق، فهم يعادلون نصف أهل الجنّة، وربّما الثلثين، حتى العصاة منهم الذين يعذّبون في جهنم، فلسوف يخرجون من جهنّم ويدخلون الجنّة، وحينئذٍ يتمنّى كل أهل النار أن لو كانوا مسلمين. *أسباب حفظ النعم إنّ النعمة إذا أراد العبد أن تحفظ من الزوال، عليه بالشكر، فبالشكر تحفظ النعمة من الزوال، بل وتزداد النعم، قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) سورة إبراهيم، 7.. فالشكر هو السبب الأول والرئيس لحفظ النعمة من الزوال، أمّا الأمور الأخرى التي تساعد العبد في زيادة النعم، فهي كثرة الاستغفار، والدعاء الكثير، فمن عرف الله وقت الرخاء، عرفه الله وقت الشدّة، فبالدعاء تزداد النعم ويزول البلاء، كيف لا والله سبحانه يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة، 186.. *أسباب زوال النعم إنّ عدم شكر النعمة، وتجاهلها، يؤدّي إلى زوال النعمة، بل وإنّ المعاصي تمحق النعم، فالعاصي يعصي الله بنعمته، فاليد نعمة، والبصر نعمة، والسمع نعمة، وكم من عاصي عصى الله بنعمه، فليس غريباً أن تزول النعمة بسبب المعاصي، بل إنّ كثرة التذمّر والشكوى من ضيق الحال يؤدّي إلى زوال النعم أيضاً، لكن كلّ بني آدم يذنبون ويخطئون، وعلى العبد أن يسارع إلى التوبة والاستغفار من ذنبه، فمن تاب من ذنبه كمن لا ذنب له. خاتمة لابدّ لكلّ مسلم أن يتذكّر نعم الله عليه، وأن يشكره عليها، فإن استحضرنا نعم الله علينا، عرفنا رحمة الله بنا، وإن عرفنا رحمة ربّنا بنا، طمعنا في رضاه وحبّه، فوالله الذي لا إله إلّا هو ما شكر عبدٌ ربّه إلّا زاده من فضله، فالله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، فلا نشكو ونتذمّر، بل نشكر ونصبر، فكمّ من غنيٍّ أعطاه الله نعمة المال يشكو ضيق الحال، وكم من فقير لا يجد قوت يومه، يحمد الله تعالى ليل نهار، فلابدّ من القناعة لكلّ مسلم، فالقناعة حقّاً كنزٌ لا يفنى. [الأنترنت – موقع موضوع - ما هي نعم الله على الإنسان - بواسطة: Ahmed Helo - مراجع / إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي، ج4، ص99، دار الكتب العلمية، بيروت.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم