أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والستون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والستون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: * ما هي نعم الله على الإنسان إنّ الله تبارك وتعالى خلق الإنسان، والحيوان والنَّبات، وخلق الجانَّ والملائكة، وخلق كلَّ العوالم، وأنعم على مخلوقاته بنِعمٍ لا تُعدّ ولا تُحصى، حيثُ قال في مُحكَم التنزيل: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النَّحل، 18. وقال في آية أُخرى: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِ*نسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) سورة إبراهيم، 34. ففي تلكما الآيتين دعوةٌ من الله سُبحانه وتعالى للعبدِ أن يتفكّر في نِعم الله تعالى عليه، ويتذكرها ولا ينساها، ويؤدي حقّ شكر الله تعالى على هذه النِّعَم، قولاً وفعلاً وحالاً واستشعارًا، قال سُبحانه وتعالى مُحذرًا من نسيان النِّعَم وكفرانها وإنكارها: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) سورة البقرة، 152. والنِّعَم هي كلُّ خيرٍ ولذَّة وسعادة، وكلُّ مطلوب ومُؤثَر، والنِّعَم الحقيقيّة هي التي تكونُ في الدَّار الآخرة، وما يُطلق في الحياة الدُّنيا على النَّعَم فإنّما هي على سبيل المجاز، فكلُّ سبب يُوصِل إلى سعادة الآخرة ويعين عليها هي النِعمة الحقيقيّة. ولو جلس الإنسان مع نفسه يتفكّر في نِعَم الله سُبحانه وتعالى على العبد، لأمضى الساعات الطويلة بدون إحصاء، قال الله سُبحانه وتعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) سورة لقمان، 20. أنواع النِّعم : بعض أهم تلك النَّعم يُمكن تقسيمها إلى ما يأتي: النعم الحاصلة للعبد من أمور الدنيا أنعم الله على عباده من بني البشر بنعم كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، وهناك الكثير من النعم التي يتمتّع بها بني آدم، منها: نِعمة القوّة الجسديّة، والصحّة والعافية. نِعمة السَّمع، والبصر. نِعمة الكلام واللسان. نِعمة التذوّق والشمّ. نِعمة العقل والتفكير السليم. نِعمة الماء والطعام. نِعمة الذريّة الصالحة من بنين وبنات. نِعمة الزوجة الصّالحة، قال النَّبي صلّى الله عليه وسلّم: (ما استفَادَ مؤمنٌ من بعدِ تقوَى اللَّهِ خيرًا لهُ من زوجَةٍ صالِحةٍ إن أمرَها أطاعَتهُ وإن نظرَ إليها سرَّتهُ) [رواه الزرقاني في مختصر المقاصد، رقم: 872، وقال عنه: حسن لغيره.] نِعمة الجيران الصالحين، والصّحبة الصّالحة الطّيبة. نِعمة الأمن والطمأنينة، قال تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). سورة قريش، 4. * نِعمة الراحة والسعادة. النعم الحاصلة للعبد من أمور الآخرة من نِعم الله علينا وما يتعلق بأمور الآخرة: الإسلام، وهي من أعظم النِّعم على الإنسان. إرسال النَّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء، 107. تقوى الله تعالى ، الخشوع والخضوع في الصَّلاة ، الإعانة على الصِّيام، الحفظ والعِصمة من الذنوب والمعاصي ، الإعانة على برّ الوالدين ، توفّر العلم النافع الشرعي وسهولة التعلّم ، إجابة الله سُبحانه وتعالى للدُّعاء في كلّ أحوال المسلم ، رحمة الله سُبحانه وتعالى بالعباد، وكرمه عليهم. نعم الله التي ننتظرها نحن المسلمين وعد الله عباده المؤمنين بالعديد من النعم جزاءً لإيمانهم وطاعتهم وصبرهم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم