أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والستون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والستون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان:*ولكن كيف يشكر الله عبده؟ 8- أما الشكر الأعظم فهو عندما يتجلى الله بعظمته وجلاله ويكشف عن وجهه الغطاء لأهل الجنة ويقول لهم : يا أهل الجنة هل رضيتم ؟ فيقولوا : يا رب كفيت ووفيت فكيف لا نرضى فيرد عليهم عز وجل : ( وعندي لكم المزيد اليوم احل عليكم رضاي وأكرمك بالنظر إلى وجهي الكريم وأي شكر أعظم من ذلك كل هذه من صور الله للعبد ولكن كيف يكون شكر العبد لخالقه ؟ قال أحد الصالحين:(الشكر ثلاثة أركان :إقرار النعمة والاعتراف بأنها من الله وحده والاستعانة بالنعمة على طاعة المنعم وشكر من أجرى الله النعمة على يديه كالمعلم والطبيب ) وقال ابن القيم : ( الشكر يبنى على خضوع الشاكر للمشكور الذي يورث حبا لله فإذا أحببته اعترفت بنعمته ثم أثنيت عليه فإذا أثنيت عليه لم تستعمل نعمته فيما يكره ) فإخفاء النعمة جحود وكفر وكثيرا من الناس يخفون نعم الله عليهم خوفا من الحسد فالله عز وجل قال ك (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) كما قال : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ومعرفة النعمة جزء من الشكر فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من صنع إليه معروف فليجزي به فان لم يجد ما يجزي به فليثني فإذا أثنى فقد شكر وإذا كتم فقد كفر )وقال الله في كتابه العزيز : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لو يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب ) وقد يكون المرض نعمة إذا ما وجدت به زيادة في إيمانك وتقربا من خالقك ووقوف على بابه ففي الأخذ نعمة وفي القبض نعمة كما إن في العطاء نعمة ولعل أعظم نعمة أنعمها الله علينا هي نعمة الإيمان والهداية والطاعة فكما يتباهى البشر بالمال والحسب ولقصور يجب على المسلم أن يتباهى بطاعته وان تكون نيته في ذلك حث الناس على الاقتداء والعمل الصالح . وإذا ما استيقن العبد بان الله وهو أغنى الأغنياء هو الشكور فيجب عليه أن يبادر وهو العبد الفقير إلى شكر الله وحمده ويلتزم الاستغفار على ذنبه فالدين نصفه شكر ونصفه الآخر استغفار فإذا أذنب العبد سارع بالاستغفار وإذا عمل صالحا أو رزق طيبا سارع بالحمد والشكر وقد قال الله تعالى :(مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)وقال عزمن قائل (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ولكن عبادة الشكر من العبادات الصعبة على الإنسان وهذا يوضحه قول الله تعالى : (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) كما أن الله سبحانه وتعالى يهدد من لا يشكره على النعم بإزالتها أو محق بركتها فيقول : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) ويثني على الشكور ويجازيه بزيادة النعم فيقول : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [ الأنترنت – موقع الحب الالاهى ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم