أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والستون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والستون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *كيف يشــكرالله عبده ؟ واسم الله الشكور ورد في القرآن الكريم 4 مرات يكون في معظمها مقترن بالغفور يقول عز وجل (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) واسم الله الشكور هي صيغة مبالغة لاسم الشاكر الذي ورد في القرآن الكريم مرتين اذ قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) فالله سبحانه وتعالى هو الشكور والعظمة في اسم الله الشكور انه عز وجل مع كل العطاء والرزق والهبات التي وهبها للإنسان يكون هو الشكور فملك الملوك سبحانه اغني الأغنياء هو الذي يشكر العبد الفقير على طاعته على الرغم من انه هو الذي أعانه ووفقه لذلك .فالله أعانك وألهمك وأمدك بأسباب الخير وعندما تفعل هذا الخير يشكرك عليه ولكن شكر الله للبشر مختلف عن شكر البشر لربهم ، يقول عز من قائل : (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) فعمل المؤمن مهما بلغ فيه من الإخلاص والخشوع لابد أن يشوبه بعض التقصير ولكن الله يفغر لعبده أولا ما كان في عمله من التقصير ثم يجزيه ويكرمه على عمله ويقول سبحانه وتعالى : (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) فالإنسان عندما يعمل الخير يجب أن لا ينتظر من غيره الشكر والامتنان حتى لا يضيع اجر العمل بمجرد إن تشكر بالضيق لان من عملت له المعروف لم يشكرك أو لم يرد لك المعروف يدخل الشيطان في العمل وينقص إخلاصك فيه فأنت لم تعمل هذا المعروف لوجه الله وابتغاء مرضاته ولكنك كنت تنتظر مقابل لهذا المعروف . وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على السرية الشديدة في إعمالهم وكانوا ينسون أو يتناسون المعروف الذي يعملونه ولكنهم في المقابل كانوا يحفظون المعروف لأهل المعروف اقتداء بحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى المسلم أن لا يتوقف عن العمل الصالح ويستشعر دائما أن الله هو الذي سيشكرك ويثني عليك وياله من شكر وثناء وقد قال ابن القيم رحمه الله : ( شكور صبور وهو أولى بصفة الشكر من كل شكور فهو يعطي العبد ويوفقه لشكره ثم يشكره على ما وفقه إليه ) والله هو الشكور الذي يرضى بالقليل ويجازي بالكثير فالله سبحانه وتعالى يعطي عطاء يليق بعظمته وبملكه الذي ليس له حد ولا عد فالدينار ب 700 دينار والحسنة بعشرة أمثالها وهذا العرض والعطاء لا يوجد إلا عند مالك الملك سبحانه والله هو الشكور الذي يرزق وينعم دون منة ولا عوض فلا يطلب منك مقابل والدليل على ذلك انه يرزق البر والفاجر وانه ينعم على العبد ويتم إنعامه عليه وان عصاه أما البشر فيعطونك ثم يمنون عليك وإذا عصيتهم منعوك . فالنملة يكفيها حبتين طوال السنة وفي قصة لنبي الله سليمان عليه السلام انه راقب نمله حتى إذا جمعت قوتها ووضعته في بيتها أمر جنوده فأغلقوا باب البيت وبعد سنة أمر بفتح الباب فإذا بالنملة وقد اكتفت بحبة واحدة وادخرت الأخرى فقال لها سليمان لماذا لم تأكل الحبة الأخرى فقالت له عندما كان رزقنا في السماء لم نكن نخشى الجوع فكنا نأكل كل ما جمعناه لأننا نعرف بان الله يرزقنا ، أما عندما أصبح الرزق بيدك خشينا الجوع فادخرناها لفاقتنا ) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم