أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الستون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الستون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *لآيات لكل صبار شكور هناك أربع آيات في القرآن الكريم خُتمت بقوله تعالى: { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، الأولى: قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبارشكور} (إبراهيم:5). والثانية: قوله سبحانه: {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (لقمان:31). والثالثة: قوله تبارك وتعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (سبأ:19)، والرابعة: قوله عز وجل: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33). والملاحظة الأولى التي نسجلها قبل تحليل قوله تعالى: {صبار شكور}، أن ثلاث آيات من هذه الآيات الأربع، جاءت في سياق النعم التي أنعم الله بها على عباده، في حين أن الآية الرابعة - وهي آية سورة سبأ - جاءت في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كفروا بأنعم الله، وجحدوا فضله. والملاحظة الثانية التي تستدعي نفسها في هذا المقام، هي أن هاتين الصفتين: {صبار شكور}، من صيغ المبالغة، التي تفيد المبالغة في فعل شيء ما، كقولنا: فلان حماد، أي: كثير الحمد. والملاحظة الثالثة هنا، ما روي عن عون بن عبد الله، قوله: فكم من مُنْعَمٍ عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر. وقال قطرب - وهو أحد أئمة اللغة -: نعم العبد الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر. وأقوال المفسرين من المراد من هاتين الصفتين متقاربة غير متباعدة، ومتكاملة غير متنافرة؛ فالإمام البغوي يقول:و(الصبار): الكثيرالصبر، و(الشكور) : الكثير الشكر، والمراد من هذين الوصفين كل مؤمن؛ لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين. و القرطبي يقول: صبار على البلوى، شكور على النعماء. وقال ابن كثير : صبار في الضراء، شكور في السراء. والآلوسي يقول: صبار في الشدة، شكور في الرخاء؛ لأن حال المؤمن، إما أن يكون حال محنة وبلية، أو حال منحة وعطية؛ فإن كان الأول، كان المؤمن صباراً، وإن كان الثاني كان شكوراً. وهذا تنبيه على أن المؤمن يجب أن لا يخلو زمانه عن أحد هذين الأمرين، فإن جرى الوقت على ما يلائم طبعه ويوافق إرادته، كان مشغولاً بالشكر، وإن جرى ما لا يلائم طبعه كان مشغولاً بالصبر. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم