أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والخمسون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والخمسون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: * من لم يشكر العبد لا يشكر الله "من لم يشكر العبد لا يشكر الله".. حديث صحيح وكلمات قالها خير البرية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليوضح أهمية الشكر وفضله بين الناس.. والله عز وجل يذكرنا دائما بنعمِه العامة والخاصَّة، لنحمده عليها، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ [فاطر: 3]، وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [المائدة: 7]، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]. وأخبرَنا – عزَّ وجل – أن النعمَ كلَّها مِنه؛ لنقوم بحقِّه – تبارك وتعالى – في العبادة والشُّكر، ونرغبَ إليه في الزِّيادة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53]، وقال تعالى:﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ [النساء: 79]. فالحسنات تُصيبُ الإنسانَ تفضُّلٌ مِن الله ورحمةٌ مِن جميعِ الوُجُوه، والسيئاتُ بسببٍ مِن الإنسان، والله كتبَها وقدَّرَها، ولا يظلِمُ الربُّ – عزَّ وجل – أحدًا مِثقالَ ذرَّةٍ، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251]. والناسُ يعلَمُون كثيرًا مِن النعم، ويجهَلُون أكثرَ النعَم. فكَم مِن نعمةٍ ساقَها الله إليك – أيها الإنسان – ومتَّعَك بها وأنت لا تشعُرُ بها؟! وكَم مِن شرٍّ ومُصيبةٍ دفعَها الله عنك وأنت لا تعلَمُها؟! قال الله تعالى في حفظِ الإنسان: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾[الرعد: 11]، وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13]. والكثيرُ مِن أعضاء البدَن تقومُ بعملها لنفعِ البدَن وحياتِه، بغير إرادةٍ مِن الإنسان، قال الله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21]، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: 18]. ومَن لا يقدِرُ أن يُحصِيَ النعَم، فهو يجهلُ أكثرَها، ومَنَّ الله تعالى بالنِّعَم لتُسخَّرَ في طاعةِ الله وعبادتِه، وعِمارةِ الأرض وإصلاحِها، قال الله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾[النحل: 81]، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: 78]. فشُكرُ النِّعَم هو باجتِماع أمورٍ: بمحبَّة المُنعِم – جلَّ وعلا – على نعمِه، والخُضُوع لله – سبحانه وتعالى – لما أنعمَ عليك، مع تيقُّن القلبِ أن كل نعمةٍ تفضُّلٌ وإحسانٌ على العبدِ مِن جميعِ الوُجُوه، لا يستحِقُّها العبدُ على الله، والثناءِ على الربِّ باللسانِ بهذه النِّعَم، والقَبُول لها بتلقِّيها بالفاقَةِ والفقرِ إلى الله، وتعظيمِ النِّعمة، واستِعمال النِّعَم فيما يُحبُّ الله – تبارك وتعالى – ويرضَى. فمَن استخدمَ آلاءَ الله فيما يُحبُّ الله ويرضَى، وجعلَها عونًا على إقامة الدينِ في نفسِه، وأدَّى بها الواجِبات المفروضة عليه فيها بالإحسانِ إلى الخلقِ مِنها، فقد شكرَها. ومَن استخدمَ نعمَ الله فيما يُبغِضُ الله، أو منَعَ الحُقُوقَ الواجِبةَ فيها، فقد كفرَ النِّعَم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم