أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والخمسون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والخمسون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: الشكر يُنظم من علم وحال وعمل" الفرق بين الشكر والحمد قالوا : الشكر مثل الحمد إلا أن الشكر أخص، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته. فمثلاَ الرجل الخلوق المهذب، أنت تحمد له أدبه بالثناء عليه وإنما تشكر له فعل الأدب نفسه إن وقع. فالحمد يكون على الصفات وعلى المعروف، أما الشكر فيكون على المعروف دون الصفات، قال ثعلب وهو أحد أئمة اللغة: "الشكر لا يكون إلا عن يد، أما الحمد فيكون عن يد أو عن غير يد"، سواء أعطاك أو لم يعطك. قال القرطبي: "وتكلم الناس في الحمد والشكر هل هو بمعنى واحد أم بمعنيين فذهب الطبري والمبرد إلى أنهما في معنى واحد وهذا غير مرضي! والصحيح أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سابق إحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان". لذا قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ} [الفاتحة من الآية:2] ابتداءً سواء أسدى إليك أم لم يسد فهو محمود سبحانه وتعالى لذاته بجميل صفاته بجميل أفعاله. يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "الفرق بين الشكر والحمد أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه وأخص من جهة متعلقاته. فالشكريكون بالقلب خضوعاً وإستكانة،وباللسان ثناءً واعترافاً، وبالجوارح طاعة وانقيادا". قلبك ينكسر بشهود النعمة، فشهود النعم أحد مرققات القلوب ومن أعظم أسباب علاج قسوة القلب، تقول: قلبي قاسي جداً لا يشعر بشيء؟ اجلس اذا وعدد النعم. اذكر كيف منّ الله عليك بالتوبة، حلم عليك وأعطاك ما لم تكن تعلم وما لم تكن تأمل و أسبغ عليك نعمه الظاهرة والباطنة. منّ عليك بالإسلام إبتداءً وبالالتزام بعد ذلك وأذن لك بذكره وأذن لك بمعرفته. فكل نعمة منها تكسر القلب، هذا غير النعم الخاصة لكل شخص، كمحنة نجاه الله منها أو كرب كشفه عنه أو ستر اسدله عليه، عدد النعم ينكسر قلبك. من حيث المتعلقات: أي أن الشكرمتعلق بالنعم دون الأوصاف. فأنت تشكر على النعم ولا تشكر على الصفة، يعني لا تشكر الله أنه تواب وإنما تحمده أنه تواب وتشكره أنه تاب عليك. لذلك لا يُقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه إنما يقال حمدنا الله فهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله. معنى اسمه تعالى الشكور في حقه سبحانه وتعالى ماذا يعني أن ربنا شكور؟ قالوا: شكور للحسنات يضاعفها، شكور على يسير الطاعات فيثيب عليها جزيل الحسنات، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ما تصدَّقَ أحدٌ بصدَقَةٍ منْ طيِّبٍ، ولا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيبَ، إلَّا أخذَها الرحمنُ بيمينِهِ، وإِنْ كانتْ تَمْرَةً، فتربُو في كفِّ الرَّحمنِ حتى تَكونَ أعظمَ مِنَ الجبلِ، كما يُرَبِّي أحدُكم فَلُوَّهُ أوْ فَصيلَهُ» (صحيح، الألباني، صحيح الجامع [5600]). قالوا ومن معنى الشكور أنه سبحانه يرغب الخلق في الطاعة قلّت أو كثرت لئلا يستقلوا القليل من العمل، لذا كانت عائشة رضي الله عنها عندما تقرأ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ . وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7-8]، تأتي بشطر تمرة وتتصدق به وتتأول الآية وتقول : مثقال ذرة إذا تمرة خيراً يره. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم