أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والأربعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *الشكر : أهميته - أنواعه - درجاته - ثماره . *ثمار الشكر: وثمار الشكر التي يجنيها الشاكر في الدنيا والآخرة كثيرة، ولعل من أهمها: 1- الشكر من كمال الإيمان وحسن الإسلام فهو نصف الإيمان. 2- الشكر اعتراف بالمنعم والنعمة. 3- سبب من أسباب حفظ النعمة بل من الزيادة فيها. 4- لا يكون الشكر باللسان فقط بل يكون بالجوارح والأركان. 5- من أسباب كسب المؤمن رضا الرب تبارك وتعالى. 6- فيه دليل على سمو النفس وعلوها. 7- الشكور قرير العين، يحب الخير للآخرين، ولا يحسد من كان في نعمة * ومن فوائد وثماره أيضاً: 8- أن الشكر يجعل صاحبه من أهل خواص عباد الله وقليل ما هم. 9- الجزاء الحسن على الشكر. 10- الاعتبار بآيات الله، والانتفاع بها. 11- حصول الآمان من عذاب الله-عز وجل-. 12- الاقتداء بالأنبياء الكرام فهم أهل الشكر، وغير ذلك من الفوائد والثمار. ومن خلال ما سبق بيانه نعلم أن الشكر من أهم أعمال القلوب، التي هي محل نظر الله تعالى، فالشكر عندما يملأ القلب، يجعل هذا القلب عامراً بالإيمان وعمل الصالحات. والله نسأل أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين الحامدين له سبحانه وتعالى، الفائزين في الدنيا والآخرة [أخوات طريق الإسلام - الشكر | أهميته - أنواعه - درجاته - ثماره | - شامخة بإيماني] *الشكر... قيد النعم أوليتـني نعماً أبـوح بشكرها***** وكفيتني كُلَّ الأمـور بأسرها فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمُت ***** فلتشكرنك أعظُمي في قبرها يا مَن عزم على السفر إلى الله والدار الآخرة، وقد رُفع لك علم فشمّر إليه فقد أمكن التشمير، واجعل سيرَك بين مطالعة منَّته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير، فما أبقى مشهد النعمة والذنب للعارف من حسنة، يقول: هذه منُجيتي من عذاب السعير. ما المعوَّل إلاَّ على عفوه ومغفرتهº فكلٌّ أحدٍ, إليها فقير. أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي. ما تساوي أعمالك - لو سَلِمَت ممَّا يُبطلها - أدنى نعمة عليك، وأنت مُرتَهن بشكرها من حين أرسل بها إليك، فهل رعيتها بالله حقَّ رعايتها وهي في تصريفك وطوع يديك؟! فتعلَّق بحبل الرجاء، وادخل من باب العمل الصالح إنه غفور شكور. نهج للعبد طريق النجاة وفتح له أبوابها، وعرَّفه طُرُق تحصيل السعادة وأعطاه أسبابها، وحذَّره من وبال معصيته وأشهده على نفسه وعلى غيره شؤمها وعقابها، وقال: إن أطعت فبفضلي وأنا أشكر، وإن عصيت فبقضائي وأنا أغفر{إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34[ أزاح عن العبد العلل، وأمره أن يستعيذ من العجز والكسل، ووعده أن يشكر له القليل من العمل، ويغفر له الكثير من الزلل { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} أعطاه ما يُشكر عليه، ثم يشكُرُه على إحسانه إلى نفسه لا على إحسانه إليه، ووعده على إحسانه لنفسه أن يُحسن جزاءَه ويقرِّبه لديه، وأن يغفر له خطاياه إذا تاب منها ولا يفضحَه بين يديه { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} وثقت بعفوه هفوات المذنبين فوسعتها، وعكفت بكرمه آمال المحسنين فما قطع طمعها، وخرقت السَّبعَ الطِّباق دعواتُ التائبين والسائلين فسمعها، ووسع الخلائق عفوُه ومغفرتُه ورزقُه فما من دابة في الأرض إلاَّ على الله رزقها ويعلم مستقرّهَا ومستودعها { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} يجودُ على عبيده بالنوافل قبل السؤال، ويُعطي سائله ومؤمِّله فوق ما تعلَّقت به منهم الآمال، ويغفر لمن تاب إليه ولو بلغت ذنوبُه عدد الأموال والحصى والتراب والرمال (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم