أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *الشكر : أهميته - أنواعه - درجاته - ثماره . * درجات الشكر : والشكر على ثلاث درجات ذكرها العلامة ابن القيم -رحمه الله- نوجزها بما يلي: * الدرجة الأولى: الشكر على المحاب وهذا شكر تشاركت فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس ومن سعة رحمة -الباري سبحانه-: أن عده شكرا ووعد عليه الزيادة وأوجب فيهالمثوبة وحقيقة هذا الشكر: الاستعانة بنعم المنعم على طاعته ومرضاته: ومن خلال هذا تعلم أن هذه الدرجة من درجات الشكر أختص بها أهل الإسلام، وأن حقيقة الشكر على المحاب ليست لغيرهم. نعم لغيرهم منها بعض أركانها وأجزائها كالاعتراف بالنعمة والثناء على المنعم بها فإن جميع الخلق في نعم الله، ولا شك أن كل من أقر بالله ربا، وتفرده بالخلق، والإحسان فإنه يضيف نعمته إليه، لكن الشأن في تمام حقيقة الشكر وهو الاستعانة بها على مرضاته، وهذا مما أختص به أهل الإسلام * الدرجة الثانية: الشكر في المكاره: وهذا الشكر أشد وأصعب من الشكر على المحاب، وهذا الشاكر أول من يدعى إلى الجنة، ولهذا كان فوقه في الدرجة وهذا الشكر لا يكون إلا من أحد رجلين: إما رجل لا يميز بين الحالات بل يستوي عنده المكروه والمحبوب فشكر هذا: إظهار منه للرضى بما نزل به وهذا مقام الرضى. الرجل الثاني: من يميز بين الأحوال فهو لا يحب المكروه ولا يرضى بنزوله به، فإذا نزل به مكروه شكر الله تعالى عليه فكان شكره كظما للغيظ الذي أصابه، وسترا للشكوى، ورعاية منه للأدب وسلوكا لمسلك العلم فإن العلم والأدب يأمران بشكر الله على السراء والضراء فهو يسلك بهذا الشكر مسلك العلم، فشكره لله شكر من رضي بقضائه كحال الذي قبله فالذي قبله أرفع منه. وإنما كان هذا الشاكر أول من يدعى إلى الجنة: لأنه قابل المكاره التي يقابلها أكثر الناس بالجزع والسخط وأوساطهم بالصبر وخاصتهم بالرضى فقابلها هو بأعلى من ذلك كله وهو الشكر فكان أسبقهم دخولا إلى الجنة وأول من يدعى منهم إليها * الدرجة الثالثة: أن لا يشهد العبد إلا المنعم. فإذا شهد المنعم عبودية: استعظم منه النعمة، وإذا شهده حبا: استحلى منه الشدة، وإذا شهده تفريدا: لم يشهد منه نعمة ولا شدة، يستغرق صاحبها بشهود المنعم عن النعمة فلا يتسع شهوده للمنعم ولغيره وهم على ثلاثة أقسام: 1- أصحاب شهود العبودية: وهي مشاهدة العبد للسيد بحقيقة العبودية والملك له 2- وأصحاب شهود الحب 3- وأصحاب شهود التفريد، ولكل قسم من هذه الأقسام حكم وتفاصيل، تنظر في موطنها حتى لا يطول بنا المقام. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم