أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والأربعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *الشكر : أهميته - أنواعه - درجاته - ثماره . (أهمية الشكر) أحد أسس الدين: مما يدل على أهمية الشكر أنه أحد الأسس التي بني عليها الدين. يقول ابن القيم -رحمه الله-: مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر ثم يدلل -رحمه الله- على ذلك بقوله تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152] وبقوله-صلى الله عليه وسلم- لمعاذ- رضي الله عنه- «والله إني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» ويقول: وليس المراد بالذكر مجرد الذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته، وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح وذلك لا يتم إلا بتوحيده فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلي خلقه. ويقول -رحمه الله-: وأما الشكر فهو القيام بطاعته والتقرب إليه بأنواع محابه ظاهرا وباطنا وهذان الأمران هما جماع الدين فذكره مستلزم لمعرفته وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس والسموات والأرض ووضع لأجلها الثواب والعقاب وأنزل الكتب وأرسل الرسل.... * يرضاه الله تعالى: ومما يدل على أهمية الشكر أن الشكر من أهم الأسباب لحصول رضا الرب تبارك وتعالى فالشكر يرضاه الله سبحانه وتعالى: { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}[الزمر: 7]. فالشكر يرضاه الله- عز وجل- لعباده لأن النفع حاصل لهم بالشكر، فقوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} أي يرض الشكر لآجلكم ومنفعتكم لأنه سبب لفوزكم بسعادة الدارين لا لانتفاعه تعالى به، وإنما قيل لعباده لا لكم لتعميم الحكم. * الأمن من عذاب: قال تعالى:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}[النساء: 147]. فالشكر آمان من عذاب الله، فالشاكر يحصل له الآمان من عذاب الله تعالى بخلاف المنافق المعرض لعذاب الله-عز وجل- يقول بن جرير-رحمه الله- في معنى الآية: ما يصنع الله أيها المنافقون بعذابكم إن أنتم تبتم إلى الله ورجعتم إلى الحق الواجب لله عليكم فشكرتموه على ما أنعم عليكم من نعمه في أنفسكم وأهاليكم وأولادكم بالإنابة إلى توحيده والاعتصام به وإخلاصكم أعمالكم لوجهه، والإيمان برسوله-صلى الله عليه وسلم- فإن أنتم شكرتم له على نعمه وأطعتموه في أمره ونهيه فلا حاجة به إلى تعذيبكم بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعة له، وشكر بمجازاتكم على ذلك بما تقصر عنه أمانيكم ولم تبلغه آمالكم * مبنى الشكر: يبنى الشكر على خمسة قواعد يدور عليها الكلام في الشكر: وأول هذه القواعد هي : خضوع الشاكر للمشكور. والثانية: الحب للمشكور. والثالثة: اعتراف الشاكر بنعمة المشكور. الرابعة: ثناء الشاكر عليه. والخامسة: استعمال هذه النعم فيما يرضيه، وعدم استعمالها فيما يكره جاء في تاج العروس: الشكر مبني على خمس قواعد :خُضُوع الشاكرِ للمَشْكُورِ ، وحُبه له ، واعترافه بنعمتهِ ، والثناء عليه بها ، وأن لا يَسْتَعْمِلها فيما يكره هذه الخمسة هي أساسُ الشُّكْرِ وبناؤه عليها فإن عَدمَ منها واحدة اختلت قاعدةٌ من قواعد الشُّكرِ إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم