أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والأربعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *الاعتراف بالفضل هو سمة رجال الآخرة ممن يرجون اليوم الموعود، فهم-حقيقة-أهل المروءة والجود، بخلاف ما يقوم به أضدادهم من الأعراض والصدود، وهم دعاة النكران و الجحود، من انكار للنعمة، وتناسٍ للفضل، ألم يقل الله تعالى عنهم: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا) ولا أبشع من أن يتنكر الإنسان لعطاء خالق الأكوان! *الاعتراف بفضل الآخر بهذه السجية الكريمة عُرف الفضل بالمكانة الشامخة ونفاسة القيمة، وفًهمت العلائق التي تجمع المتفضل والمتفضل عليه بالنوايا السليمة. مجتمع يترابط أفراده بالتعارف والتآخي والتعاون، والتناصر في غير تباهي ولا تهاون، مجتمع يعترف كل فرد فيه بقيمة الآخر، وينزله منزلته، فهو مجتمع مؤمن، تعيش بين أحضانه العفة وتتربى فيه الفضيلة، وتهرب منه الفحشاء وتموت عنده الرذيلة. فكيف لو اعترف بعضنا بفضل البعض الآخر، ماذا يحدث؟! إنه سؤال وجيه، ولا يطرحه إلا لبيب نبيه! فبالاعتراف بالفضل نقوم ونرتقي، ومن دونه نقعد وننحني. بالاعتراف بالفضل يزيد العطاء ويكثر البذل، وبالنكران تنكمش الأيادي ويسود الجفاء والعذل. بالاعتراف بالفضل يسمو الإنسان إلى درجات الإحسان، وكتوضيح مهم، لأجل الفهم الملم، فإن الاعتراف بالفضل يبدأ من شهود النعمة وذكرها، ورؤية التقصير في حق شكرها،فيستحي الانسان من نفسه ويخجل، فيعترف-أولًا-بنعم الله-عز وجل-التي لا حد لها ولا مد، قال عز من قائل: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) ثم يتجه العبد بعدها إلى شكر ربه-سبحانه وتعالى-بقلبه ولسانه وجوارحه، ولا ريب فالرب هو المنعم الأول، ثم يشكر بعد ذلك من يستحق الشكر من البشر، إذ المؤمن الحقيقي لا تبطره النعمة ولا تطغيه، بل هو عبد شكر من الطراز الأول، ويهش ويبش لمن أسدوا له معروفا، ويحمد صنيعهم ما عاش في الدنيا ولهذا قال الله تبارك وتعالى: ( ولا تنسوا الفضل بينكم )،وقال النبي صلى الله عليه وسلم-: من لايشكرالناس لا يشكرالله بالاعتراف بالفضل يتشجع كل ذي فضل، فيستمر عطاؤه، ويزداد نماؤه، وتتواصل بذلك حركة المتطوعين والمبدعين والمنتجين في حياتنا، فالشكر لهم أعظم محرك ودافع، وغمطهم حقهم قد يكون أكبر مثبط و مانع! وفي الآونة الأخيرة ظهر على الساحة أقوام سذج في فكرهم و سوقة في تعاملهم ورعاع في منهجهم، قد تنكروا لأولي الفضل الكرام، وجحدوا مكانة السابقين الأعلام، فناصبوا هؤلاء النخبة-جهلا وحقدا-العداء، ورموهم بمنجنيق الغدر، فضاع بذلك عقد الوفاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإلى الله المشتكى! إخواني الكرام، فلنتأمل هذا الإرشاد النبوي إذ فيه مكافئة لأصحاب الصنائع على ما تقدم من إحسانهم، فلقد روى النسائي وأبو داوود عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -: ‹من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله أعطوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه › إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم