أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والأربعون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *الاعتراف بالفضل بين العرفان والنكران الاعتراف بالفضل خلق رفيع تعرفه النفوس الكريمة، وتنكره الطبائع المتمردة اللئيمة، فهو لون بهي من ألوان الحياة الهانئة المستقرة، من دونه ستظل أيامنا وليالينا كلها سوداء قاتمة مكفهرة، فلا مكان فيه للأخضر والأزرق والأحمر، فالكل فيها شيء واحد، لونه واحد، وشكله واحد، وطعمه واحد، يتساوى فيه الأبيض بالأسود، والشجاع بالجبان، والجواد بالبخيل، وبناء عليه فلا قيمة إذن للجمال، ولا معنى حينئذ للجلال، ولا فائدة في معرفة معادن الرجال! وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما هو الاعتراف بالفضل وما هي منزلته؟! وكيف نرسخه في سلوكياتنا اليومية؟ إن الاعتراف بالفضل هو الإقرار بفضل من يصدر منه الفضل دون جحود أو نسيان، جحود يغمط الحق، أو نسيان يستر الإحسان، ويكون الاعتراف بالفضل قلبًا وقالبًا، فهو أشبه بوردة سقيت بماء العيون، وتفنن خادمها في العناية بها، ثم أهداها لحبيب له، فازدانت الوردة وتعطرت وتجملت أملًا في شكر جميل صاحب الصنائع! يا خلان: كونوا ورودًا ورياحيًنا لمن ملأ قلوبكم وعقولكم، ووقف معكم وأخذ بأيدكم زمن الأزمات والملمات التي كادت تعصف بكم وتقصم ظهوركم! كيف ننسى فضل من أحسن إلينا يومًا، ولله در القائل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ******** فلطالما استعبد القلب إحسان الاعتراف يكون ثناء عاطرًا باللسان، وعرفانًا للجهود المبذولة بالجنان، وحفظًا للجميل بالأركان على مدى الدهور والأزمان. *الاعتراف لصاحب الفضل في الأولى والآخرة الاعتراف بالفضل هو معرفة صاحب الفضل في الأولى والآخرة، وهو المولى-تبارك وتعالى-فهو الممتن على الجميع، مسلمهم وكافرهم بما أسدى من نعم، وأولى من كرم، فنعمه لا تعد ولا تحصى، و كرمه لا يجحد ولا ينسى، قال سبحانه وتعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) والله-سبحانه وتعالى-يدخل عباده الصالحين دار المقامة، ويسبغ عليهم من الخلد والكرامة، وهذا تفضل منه وكرم، فهو ذو الآلاء والنعم! والدليل ما قاله صاحب الفضل الجزيل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم