أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والأربعون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: * حياة السائرين إلى الله.. بين الشكر والصبر *الايمان والصبر إن الصبر من جهة، والشكر من جهة أخرى، يشكلان حصانة حقيقية لحفظ مسير السائرين، وصيانة إيمانهم، لأن العبد السائر لا يخلو في حياته وفي كل أحواله من أحد أمرين، إما نعمة تستوجب شكراً، أو ابتلاء يستوجب صبراً. لن تكون خارج هذين الإطارين أبداً. وهذه هي طبيعة الحياة التي أخرجنا إليها، لا بل هبطنا إليها، فإما أن تحمل لك نعمة تسرك، في ظاهرها، أو تسوق لك مصيبة تضرك، في ظاهرها. وقصدت في ظاهرها مع النعمة والمصيبة، أن أصل الشقاء والسعادة في هذه الحياة ليس مبعثه النعم التي نراها، ولا المصائب التي تمر بها، بل الأمر فيها أنهما سر من أسرار الخلق والروح التي جهلنا أمرها. فأثبتت الحياة التي نعرف أنه ليس كل صاحب نعمة سعيداً، وليس كل صاحب مصيبة شقياً.. بل الأمر جاء على غير ما تحمله لنا أوهامنا وأنفسنا الضعيفة، فنظن خطأ أن صاحب النعمة سعيد، فإذا ما اطلع على بعض أسراره، حمدنا الله على أحوالنا. ولما كان الشكر مقاماً يتجاوز حد اللسان في أقواله وترديداته الظاهرية، التي اعتاد الناس على تكرارها، إلى ما هو أكبر من ذلك كله وأعظم، ليشمل كل شيء في حياتك، كانت الحقيقة المرعبة التي أخبرنا عنها المولى- سبحانه وتعالى- {وقليل من عبادي الشكور} وحتى تكون من هذا القليل عليك أن تنتبه جيداً، بل ربما عليك أن تمسك لسانك أحياناً إلى حين، كرياضة تحد فيها من سيطرته، وتفسح المجال لغيره، فتطلق العنان لقلبك، وليديك ولرجليك ولعينيك وأنفك وكل أعضائك كي تسجد شكراً لله سبحانه وتعالى. ذكراً ووصلاً وعطاءً وإحساناً وأمراً ونهياً وصفحاً وحلماً. فترى في طي النعمة المنعم نفسه- جل جلاله- فتأخذك النعمة من ظلالها الزائلة إلى ظلاله الخالدة. يا الله.. كم تبدو النعمة عظيمة وهي تدلك على عظمة المنعم. فإذا كانت الهدية ليست بقيمتها إنما بمنزلة مهديها، فكيف نرى النعم التي أنعم بها المولى علينا، ونحن لا نحصى لها عداً؟! وحين ينزل بك البلاء، فتراه رسالة تحذيرية من رب يحبك،حتى يصحح خللاً في مسيرك، أو يقوم اعوجاجاً ألم فيك، أو حين تراه اختباراً في دار هي دار امتحان واختبار، يسوقك هذا الفهم الجميل الرائع للضراء التي أصابتك، لأن تنظر في أمرك، وتسجد في محرابك، وتسأله العفو والصفح. وهكذا نجد أن الخير كله مكنون في طيات ما يمر بنا من أحوال السراء التي تقتضي شكراً، أو الضراء التي تستوجب صبراً، وحين تعلم أن لا نعمة بلا شكر، وأن لا مصيبة مع الصبر. ستنطلق في مسيرك إليه سبحانه صابراً شاكراً. [الأنترنت – موقع بصائر - حياة السائرين إلى الله.. بين الشكر والصبر - د. عبد الله فرج الله] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم