أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)) ) رواه مسلم (2890). من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وفي الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: ((لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا } قال : أعوذ بوجهك. {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } قال أعوذ بوجهك. فلما نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ } قال: هاتان أهون أو أيسر)) رواه البخاري (7313). من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. قال علي بن خلف بن بطال رحمه الله: "أجاب الله دعاء نبيه في عدم استئصال أمته بالعذاب ولم يجبه في أن لا يلبسهم شيعا أي فرقا مختلفين وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض أي : بالحرب والقتل بسبب ذلك وإن كان ذلك من عذاب الله لكنه أخف من الاستئصال وفيه للمؤمنين كفارة ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (10/360). . ويقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} قال:الأهواء والاختلاف" وقال في قوله:{وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} قال: يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب. [الأنترنت - أحاديث نبوية – الفيس بوك] *قال رسول الله (من أتى إليكم معروفاً فكافئوه) إنه لمن القبيح أن ينتظر المحسن من الناس جزاء أو شكورا ، وأقبح منه اللئيم الكنود الذي لا يستشعر فضل المحسن إليه ولا يقابله بالحسنى ، وأشد قبحا مَن قابل الإحسان بالإساءة والإكرام بالجحود. *شكر المحسن من محاسن الأخلاق: وإن مكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء ؛ إذ أن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها . والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرا لله حتى يكون معترفا بالفضل لأهل الفضل ، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس). ( صحيح سنن أبي داود ). وفي رواية المسند: (إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس). وبهذا نرى أن أخلاق المؤمن لا تكتمل بحسن علاقته بربه تعالى فحسب وإنما لابد أن يكون على نفس المستوى من الأخلاق في التعامل مع الناس. وليس المؤمن بالجشع الذي لا يهزه إلا فيض الإكرام والإنعام، بل إن نفحة من الإحسان كافية لأن تثير فيه دواعي الشكر والمكافأة. وقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله : (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير). (رواه أحمد ). *من صور المكافأة والشكر: والشكر اللساني أقل ما يقدمه المرء مكافأة لمن أحسن إليه ووفاء لمن وقف بجانبه ؛ لكيلا يتعلم أبناء الأمة الكفران والجحود ، ولئلا يتخلقوا بنكران الجميل ونسيان المعروف ، وحتى لا تموت المروءة في الناس. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (... ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه). (أحمد وأبو داود وصححه الألباني). ولكي تبقى دافعية الإحسان قائمة بين الناس فإن البشر يؤثر فيهم المكافأة على إحسانهم ، ومن صور المكافأة المقابلة بالمثل ، أو الدعاء لصاحب المعروف ، أو الثناء على فعله : (ومن لم يجد فليثن ؛ فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر). ( أبو داود والترمذي وصححه الألباني) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم