أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: أقوال في الشكر: • قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «النعمة موصولة بالشكر، والشكر يتعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله، حتى ينقطع الشكر من العبد». •قال الحسن البصري: «إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر، فإذا شكروه كان قادراً على أن يزيدهم، وإذا كفروه كان قادراُ على أن يبعث نعمته عليهم عذاباً». •قال مطرف بن عبد الله: «نظرت في العافية والشكر فوجدت فيهما خير الدنيا والآخرة، ولأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر». •قال عون بن عبد الله: «قال بعض الفقهاء: إني نظرت في أمري، لم أر خيرا ً إلا شرا معه، إلا المعافاة والشكر، فرٌب شاكر في بلائه، ورُب معافى غير شاكر، فإذا سألتم الله فاسألوهما جميعا». •قال مخلد بن الحسين:«كان يقال:الشكرترك المعاصي •قال ابن رجب: «كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبدا فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم، وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر». كفران النعم: أما كفران النعم، فإنه من سمات النفوس اللئيمة الوضيعة، ودلائل الجهل بقيمة النعم وأقدارها، وضرورة شكرها. وهذه صفة أكثر الخلق،كما قال جل جلاله في ثلاثة مواضع من كتابه: {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}، وفي موضعين: {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ}. وهذا التصوير الرباني لواقع الناس يشعر بالحسرة الشديدة على العباد المنكرين الجاحدين، وحقاً إن الإنسان لظلوم كفار،يلبس ثياب النعمة فتكسوه من شعره إلى أخمص قدميه: صحة وعافية ومالاً وولداً وأمناً،ثم لا يلوي على صاحبها ومسبغها بالشكر والعرفان. عن سفيان: {نستدرجهم} قال: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر. والجاحِدُ.. لا يهدأ له بالٌ.. ولا يرتاحُ له قلبٌ ولا ذِهنٌ؛ لأنَّه يشعرُ بألَمِ المعصيةِ وعُقدةِ الذنبِ ووَخزِ الضميرِ؛ ولأنه كذلك يرى نفسَه أهلاً لأن يُنعِمَ الله عليه بأكثرَ من هذه النعم! فكلُّ ذلك يُنغِّصُ عليه حياتَه ويُفسِد عليه سَعادتَه، ويُشعره دائماً بقلةِ ما هو فيهِ وانعِدامِ السعادة والهناء. ولو أُعطِيَ الدنيا كلَّها لم يُرضِه ذلك؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع»!. وكذلك مَن يجحد نِعَمَ الله عليه؛ يُحْرَم نعمةَ الطمأنينة ولذةَ الشعورِ بالسعادة الحقيقية التي لا تكتمل إلا برضوانِ اللهِ عن العبدِ وإقبالِ العبدِ على ربِّه بالمحبة والرضا والذل والطاعة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم