أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي بعنوان: *الشكر يجلب النعم ويدفع النقم وسجود الشكر جزء عظيم من الصلاة شكراً لله وقد سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله عند جلب النعم واندفاع النقم، فسجد صلى الله عليه وسلم شكراً لله عندما رأى مصرع أبي جهل اللعين، وسجد أبو بكر شكراً لله عندما علم بمقتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي بن أبي طالب عندما شاهد مقتل ذو الثديين، وهذا وعيد الله للظالمين: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}. ووعد الله للمؤمنين: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. المظهر العملي الثاني للشكر: الصيام فقد ختم الله آيات الصيام بالشكر ليعلمنا أن الصيام لله شكر له على نعمه وهذا ما فعله نبي الله موسى، وأكده رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد جاء في الصحيح: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟) فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا؛فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ)؛ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. المظهر الثالث والأخير للشكر: إنه شكر الإنسان للإنسان على صنيعه وإحسانه، وأولى الناس به الوالدين فقد قرن الله شكرهما بشكره فقال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. إن نسيان فضل الوالدين عليك، ونكران إحسانهما لك، من أعظم العقوق وأقبح الذنوب، وإن شكر الناس على إحسانهم باب من أبواب شكر الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس). وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه يقول: (من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه). وهو هدي قرآني فريد قال الله حاكياً عن مكافأة المحسن بإحسانه: {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}. فشكر المحسن من محاسن الأخلاق والفعال، وجميل الطباع والخصال. من يفعل الخير لا يعدم جوازيه**** لا يذهب العرف بين الله والناس إخوتي: وإنه من العيب والعار، ما وصل إليه حال بعض الناس مقابلة إحسان المحسن بالإساءة والنكران، وخصوصاً في اقتراض المال والديون، وهذا من أعجب العجب حتى صار شائع بين الناس، إذا أردت أن تخسر صديقك فأقرضه مالك، فتذهب الصداقة والمال معاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا وايم الله خلافاً تاماً لهدي سيد الشاكرين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حين اقترض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي قبل حنين رد إليه القرض بعد الغزوة، وقال له: (بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الوفاء والحمد). فاللهم لك الشكر العظيم لذاتك شكراً وليس لأحد سواك، شكراً يوافي نعمك ويدفع نقمك ويكافئ مزيدك، أخي الحبيب اجعل الشكر برنامجك القولي والفعلي بينك وبين الله بطاعته وحمده، وبينك وبين عباد الله بالإحسان إليهم والثناء على جميل فعالهم، واعلم أخي:أن الله تعالى جعل الشكر منهج عباده المستقيمين على طاعته، والمحافظين على عبادته، وجعل الشاكرين من أصحاب جنته وأهل مودته ومحبته، فقال في سورة الأحقاف: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}. [ الأنترنت – موقع رابطة العلماء السوريين ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم