أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة عشرة بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي بعنوان: *الشكر يجلب النعم ويدفع النقم 4- أنواع الشكر لهذا حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق، فأكتفي من أنواع الشكر بقلائده المكنونة وفرائده المصونة، وهي ثلاثة أنواع: بالقلب اعترافاً وقبولاً، وباللسان ثناءً وقولاً، وبالجوارح عملاً وفعلاً، على حد قول الشاعر: أفَادَتْكُمُ النّعْمَاء منِّي ثَلاثةً******** يدِي، ولَسَاني، وَالضَّمير المُحَجَّبَا لعلنا بهذه الأنواع الثلاثة نصل لمنازل الشاكرين، وننال رضا رب العالمين ونحقق أمره تعالى : {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}. النوع الأول: شكر الله على جلاله وجماله : فهو المستحق للشكر بكل أنواعه وأشكاله، وإن أظهره وأوجبه الإقرار له بالوحدانية والربوبية، والاعتراف له بالحاكمية والعبودية، فإن من تمام شكر الله أن لا يعبد غير الله، ولا يشكر سواه، ولا يرضى بحكم غير حكم الله، لهذا جمع الله بينهما في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وجعل ضد الشكر وعكسه ونقيضه الكفر فقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}، وهذا شكر القلب والجنان. إليك وإلا لا تشد الركائب ********* ومنك وإلا فالمؤمل خائب وفيك وإلا فالكلام مضيع******* وعنك وإلا فالمحدث كاذب النوع الثاني للشكر: شكر الله بالنطق واللسان: قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، فشكر الله على نعمه بعد الاعتراف بأنه المنعم هو الثناء على الله تعالى وحمده وشكره الدائم باللسان وهذا بابه واسع وأجره نافع فإن الله ليرضى على العبد إن أكل الأكلة فحمده وشرب الشربة فحمده، وإنه تعالى ليعطي على حمد باللسان والشكر باللسان، الأجر العظيم والثواب العميم، فكن دائماً لله حامداً دائماً لله شاكراً، وتذكر نعم الله عليه في بدنك وولدك وصحتك وعافيتك، وردد قول الله في القرآن على لسان سليمان وهو يشكر الله الملك الديان: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى? وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}. واصدح بقول القائل: الحمدُ لله مَوْصُــــولا كمـــا وجبــا ******* فهو الذي برداء العِزّة احْتَجَبــا والشُّكـــــرُ للهِ في بــــدْءٍ ومُخْتَتَــــم**** فالله أكرَمُ من أعْطى ومَنْ وَهَبــا أخي أنا وأنت نتقلب بنعم لا يعلم عدها ولا حصرها إلا الله، وغيرنا يتمنى لو كان عنده من النعم معشار ما عندنا، فتعالوا نردد قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا)، وهلا نظرت أخي المؤمن إلى من هو أدنى منك في النعم، كما أوصاك الحبيب حتى تكون دائما لله شاكراً ولنعمه ذاكراً: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم، فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ)، وقال ناصحاً لأبي هريرة: (وكن قَنِعاً تكن أشكر الناس). إذا كنـت فـي نعمـة فارعهـا **** فـإن المعاصـي تزيـل النعـم وداوم عليهــا بشكـر الإلــه **** فشـكـر الإلـه يزيـل النقـم واحذروا إخوتي من نكران النعم وكفرانها باللسان فقد جرت عادة كثير من الناس على استقلال نعم الله، وازدراء آلاء الله، فزالت عنهم وصاروا مضرب مثل في ذهاب النعم، وحلول النقم، قال الله متحدثاً عنهم: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}، فحافظوا على نعم الله بقبولها من الله، والثناء عليها قليلة كانت أو كثيرة، وليس في نعم الله قليل. رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ **** زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ**** ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم