أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة عشرة بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة عشرة بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي بعنوان: *الشكر يجلب النعم ويدفع النقم 2- الشكر سبيل النصر والنجاة من العذاب يا أهل الإسلام عامة ويا أهل الإيمان خاصة: علينا إن نكثر الشكر رغم كل الظروف القاسية والأزمات الخانقة، نعم علينا أن نديم الشكر على نعم الله رغم ما يحيطنا من كروب وينزل بنا من خطوب، وربما يسأل سائل لماذا نشكر والحال هذا؟ فأقول مجيباً للسائل ولغيره: اعلموا أخوتي أن النجاة من العذاب والوقاية من الهلاك والدافع للعقاب والجالب للأمان يكون بالشكر لله وللناس كما قال الله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}. يتوقف العذاب ويذهب الوباء والبلاء، وتنتهي أنواع البأساءِ والضرّاء، وأنواع الهموم والأحزان، فإن أردنا زوال النقم والبلاء فعلينا بالشكر، وإن أردنا النصر والظفر على الأعداء فعلينا بالشكر، قال الله حاكيا عن نصر نبي الله لوط على قومه: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ}. فالشكر يا أهل الشام يغير حياتنا إلى الأسعد والأفضل والأجمل، يحول حياتنا من الفرقة إلى الجماعة، ومن الضيق إلى السعة، ومن الانكسار إلى الانتصار، فبالشكر نحقق كل الغايات في الدنيا، ونبلغ كل الدرجات في الجنة، قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. لهذا كان رسول الله يردد صباحاً ومساءً هذا الدعاء: (اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ ما أمسى بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ) ويقول: (من قالها فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ). فلو كان يستعلي عن الشكر ماجد ****** لعزة نفس أو علو مكان لما أمر الله الحكيم بشكره******** فقال اشكروا لي أيها الثقلان 3- كيف نشكر؟ ولعلنا: بعد أن علمنا أهمية الشكر وعظيم فوائده على العباد والبلاد، لعلكم تسألون كيف نصل لهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأقول لكم بعد هذه القصة اليسيرة، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يقول :اللهم اجعلني من القليل؟؟ فقال عمر: ما هذا الدعاء؟؟!! فقال الرجل: أردت قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}، فقال عمر: كل الناس أعلم منك يا عمر. والسؤال المهم الآن أيها الأخوة : هل نحن من القليل الذاكر الشاكر أم من الكثير الغافل الناكر؟ لا شك ولا ريب أنكم من أهل الهمم العالية والعزائم القوية، تطلبون منزلة الشكر. فإن شهد التاريخ أوساً وخزرجا ****** فأنتم أوس قادمون وخزرج فما هو سبيل الوصول لنكون من عباد الله الشاكرين؟ أولاً : لا بد أن نعلم أن للشكر معان كثيرة منها الاعتراف بحق المنعم والثناء عليه بنعمه قليلها وكثيرها، من معاني الشكر الزيادة في العبادة، ومن معانيه أنه قيد للموجود وصيد للمفقود فبالشكر تدوم النعم وتزول النقم. قال ابن القيم رحمه الله: "الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة". ثانياً: اعلموا أن أبواب الشكر وأنواعه كثيرة ومنتشرة بعدد نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، فلكل نفس من أنفاسنا، ولكل طرفة من أعيننا، ولكل خفقة من خفقات قلوبنا لله علينا فيها نعمة ومنة: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}. إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةٌ ******* عَلَيَّ وَفِي أَمْثَالِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ فَكَيْفَ وُقُوعُ الشُّكْرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ******** وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّصَلَ الْعُمْرُ إِذَا مَسَّ بِالسَّرَّاءِ عَمَّ سُرُورُهَا********* وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّاءِ أَعْقَبَهَا الْأَجْرُ وَلَا مِنْهَـــا إِلَّا لَهُ فِيـــهِ مِنَّـــة****** تَضِيقُ بِهَا الْأَوْهَامُ وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم