أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي بعنوان: *الشكر يجلب النعم ويدفع النقم قال تعالى : {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. بهذه الوصية الربانية وهذه الكلمات القرآنية ختم الله آيات الصيام، وختم بها العديد من آيات الفرقان، فقد ذكر الشكر أكثر من سبعين مرة في القرآن الكريم، وهذا إشارة واضحة على عظيم هذه العبادة، وجليل قدرها وكبير أجرها، فأكثروا عباد الله من شكر الله فقد قال لكم آمراً ومذكراً: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، ورددوا بعد كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). فلك المحامد والمدائح كلها ******** بخواطري وجوارحي ولساني ولك المحامد ربنا حمًدا كما ********* يرضيك لا يفنى على الأزمان 1- فضيلة الشكر جعلني الله وإياكم من الشاكرين إن الشكر عبادة نادرة جميلة، عظيمة جليلة، عزيزة نبيلة، أجرها عند الله جزيل، وقرنها الله بالزيادة في محكم التنزيل فقال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، مدح الله بها إبراهيم الخليل: {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ}، وأمر بها الأنبياء والمرسلين ومنهم الكليم: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}، وجعل الله الشكر قسيمي السبيل فقال: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}، وجعل الشكر الغاية من الإيجاد والإمداد فقال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ? لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، ولعلكم تستغربون أن الله اشتق الشكر من اسم من أسمائه الحسنى: (الشكور)، {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}. فيا الله ما أعظمها من عبادة وما أجلها من طاعة، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: {وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}. ألا فاشكر لربك كل وقت****** على الآلاء والنعم الجسيمة إذا كان الزمان زمان سوء******* فيوم صالح منه غنيمة نحن اليوم بحاجة ماسة لإحياء الشكر فيما بيننا، شكر الخالق وشكر المخلوق، كما قال الله: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله). فبالشكر تزيد أواصر المحبة والإخاء، وتنتهي العداوة والبغضاء، وبالشكر نصل لمرضاة رب الأرض والسماء قال الله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}. الشكر أفضل ما حاولت ملتمسابه****** الزيادة عند الله والناس واعلموا إخوتي: أن من أعظم أنواع الظلم والجهالة كفران نعم الخالق ونكران إحسان المخلوق قال الله تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار}. وقد ذم الله الإنسان الجحود فقال: {إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}، والكنود هو ذاك الإنسان الذي يذكر النقم وينسى النعم وهذا من أشنع الظلم كما قال الشاعر: يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي فِعْلِهِ ******* وَالظُّلْمُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ ظَلَمْ إِلَى مَتَى وَأَنْتَ وَحَتَّى مَتَى****** تَشْكُو الْمُصِيبَاتِ وَتَنْسَى النِّعَمْ إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم