أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة بعد الثلاثمئة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة بعد الثلاثمائة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: * الله سبحانه كما هو خالق الخلق فهو خالق ما به غناهم وفقرهم : وأما من لم يرد بعمله وجه الله وإنما أراد به الدنيا وزينتها فهذا لا يدخل في دائرة أهل الإيمان، وهذا هو الذي فهمه معاوية من الآية واستشهد بها على حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم في صحيحه في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة : القارئ الذي قرأ القرآن ليقال فلان قارئ، والمتصدق الذي أنفق أمواله ليقال فلان جواد، والغازي الذي قتل في الجهاد ليقال هو جريء. وكما أن خيار خلق الله هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون فشرار الخلق من تشبه بهم وليس منهم فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب. وقال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن ادريس قال أخبرني عبد الحميد بن صالح حدثنا قطن بن الحباب عن عبد الوارث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله: "إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق : فرقة يعبدون الله عز وجل للدنيا ، وفرقة يعبدون رياء وسمعة ، وفرقة يعبدونه لوجهه ولداره ؛ فيقول للذين كانوا يعبدونه للدنيا : بعزتي وجلالي ومكانى ما أردتم بعبادتى ؟ فيقولون : بعزتك وجلالك ومكانك الدنيا ، فيقول : إني لم أقبل من ذلك شيئا إذهبوا بهم إلى النار ، ويقول للذين كانوا يعبدون رياء وسمعة : بعزتي وجلالي ومكانى ما أردتم بعبادتى ؟ فيقولون : بعزتك وجلالك ومكانك رياء وسمعة ، فيقول : إني لم أقبل من ذلك شيئا إذهبوا بهم إلى النار ، ويقول للذين كانوا يعبدونه لوجهه وداره : بعزتي وجلالي ومكانى ما أردتم بعبادتى ؟ فيقولون : بعزتك وجلالك وجهك ودارك ، فيقول : صدقتم إذهبوا بهم إلى الجنة" هذا حديث غنى عن الإسناد والقرآن والسنة شاهدان بصدقه ويدل على صحة هذا القول في الآية قوله تعالى ﴿نُوَفِّ إلَيْهِمْ أعْمالَهم فِيها﴾ وذلك على أنها في قوم لهم أعمال لم يريدوا بها وجه الله وإنما أرادوا بها الدنيا ولها عملوا فوفاهم الله ثواب أعمالهم فيها من غير بخس وأفضوا إلى الآخرة بغير عمل يستحقون عليه الثواب وهذا لا يقع ممن يؤمن بالآخرة إلا كما يقع منه كبائر الأعمال وقوعا عارضا يتوب منه ويراجع التوحيد. وقال ابن الأنباري : فعلى هذا القول المعنى في قوم من أهل الإسلام يعملون العمل الحسن لتستقيم به دنياهم غير متفكرين في الآخرة وما ينقلبون إليه فهؤلاء يجعل لهم جزاء حسناتهم في الدنيا فإذا جاءت الآخرة كان جزاؤهم عليها النار إذ لم يريدوا بها وجه الله ولم يقصدوا التماس ثوابه وأجره ثم أورد صاحب هذا القول على أنفسهم سؤالا قالوا فإن قيل : الآية الثانية على هذا القول توجب تخليد المؤمن المريد بعمله الدنيا في النار؟ وأجابوا عنه بأن ظاهر الآية يدل على أن من راءى بعمله ولم يلتمس به ثواب الآخرة بل كانت نيته الدنيا فإن الله يبطل إيمانه عند الموافاة فلا يوافى ربه بالإيمان قالوا ويدل عليه قوله ﴿وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ وهذا يتناول أصل الإيمان وفروعه. وأجابت فرقة أخرى بأن الآية لا تقتضى الخلود الأبدي في النار وإنما تقتضى أن الذي يستحقونه في الآخرة النار وأنهم ليس لهم عمل صالح يرجون به النجاة فإذا كان مع أحدهم عمود التوحيد فإنه يخرج به من النار مع من يخرج من أصحاب الكبائر الموحدين وهذا هو جواب ابن الأنباري وغيره والآية بحمد الله لا إشكال فيها والله سبحانه ذكر جزاء من يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها وهو النار وأخبر بحبوط عمله وبطلانه فإذا أحبط ما ينجو به وبطل لم يبق معه ما ينجيه فإن كان معه إيمان لم يرد به الدنيا وزينتها بل أراد الله به والدار الآخرة لم يدخل هذا الإيمان في العمل الذي حبط وبطل وأنجاه إيمانه من الخلود في النار وإن دخلها بحبوط عمله الذي به النجاة المطلقة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم