أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والستون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والستون بعد المئتين في موضوع الشكور وهي بعنوان: * الله - عز وجل - هو المحمود المحبوب المعظم ذو الجلال والإكرام على كل ما قدره وخلقه، وعلى كل ما أمر به وشرعه. ومن كان له نصيب من معرفة أسمائه الحسنى واستقرأ آثارها في الخلق والأمر، رأى الخلق والأمر منتظمين بها أكمل انتظام، ورأى سريان آثارها فيهما ، وعلم بحسب معرفته بها ما يليق بكماله وجلاله أن يفعله وما لا يليق، فاستدل بأسمائه على ما يفعله وما لا يفعله فإنه لا يفعل خلاف موجب حمده وحكمته، وكذلك يعلم ما يليق به أن يأْمر به ويشرعه مما لا يليق به، فيعلم أنه لا يأْمر بخلاف موجب حمده وحكمته. فإذا رأى بعض الأحكام جورًا وظلمًا أو سفهًا وعبثًا ومفسدة أو ما لا يوجب حمدًا وثناءً فليعلم أنه ليس من أحكامه ولا دينه، وأنه بريء منه ورسوله، فإنه إنما أمر بالعدل لا بالظلم وبالمصلحة لا بالمفسدة وبالحكمة لا بالعبث والسفه، وإنما بعث رسوله بالحنيفية السمحة لا بالغلظة والشدة، وبعثه بالرحمة لا بالقسوة، فإنه أرحم الراحمين، ورسوله رحمة مهداة إلى العالمين، ودينه كله رحمة، وهو نبي الرحمة وأُمته الأُمة المرحومة وذلك كله موجب أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأًفعاله الحميدة، فلا يخبر عنه إلا بحمده ولا يثنى عليه إلا بأحسن الثناءِ كما لا يسمى إلا بأحسن الأسماءِ. وقد نبه سبحانه على شمول حمده لخلقه وأمره بأن حمد نفسه في أول الخلق وآخره وعند الأمر والشرع وحمد نفسه على ربوبيته للعالَمين، وحمد نفسه على تفرده بالإلهية وعلى حياته، وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لا يليق بكماله من اتخاذ الولد والشريك وموالاة أحد من خلقه لحاجته إليه، وحمد نفسه على علوه وكبريائه، وحمد نفسه في الأُولى والآخرة، وأخبر عن سريان حمده في العالم العلوى والسفلى، ونبه على هذا كله في كتابه وحمد نفسه عليه، فتنوع حمده وأسباب حمده، وجمعها تارة وفرقها أُخرى ليتعرف إلى عباده ويعرفهم كيف يحمدونه وكيف يثنون عليه، وليتحبب إليهم بذلك ويحبهم إذا عرفوه وأحبوه وحمدوه. قال تعالى: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وقال تعالى: ﴿الحَمْدُ للهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورِ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام: ١]، وقال تعالى: ﴿الحَمْدُ للهِ الَّذِى أنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الكِتابَ ولَمْ يَجْعَلْ لهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَدُنْهُ ويُبَشِّرَ المُؤْمِنِين﴾ [الكهف: ١-٢]، وقال: ﴿الحَمْدُ للهِ الَّذِى لَهُ ما فِى السَّمَواتِ وما فِى الأرْضِ ولَهُ الحَمْدُ فِى الآخِرَةِ وهو الحَكِيمُ الخَبِيرِ﴾ [سبأ: ١]، وقال تعالى: ﴿الحَمْدُ للهِ فاطِرِ السَّمَواتِ والأرْضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِى أجْنَحَةٍ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ يَزِيدُ فِى الخَلْقِ ما يَشاءُ إنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فاطر: ١]، وقال: ﴿وَهُوَ اللهُ لا إلَهَ إلا هو لَهُ الحَمْدُ فِى الأُولى والآخِرَةِ ولَهُ الحُكْمُ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٧٠]، وقال: ﴿هُوَ الحى لا إلَهَ إلا هو فادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ [غافر: ٦٥]، وقال: ﴿فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ ولَهُ الحَمْدُ فِى السّمَواتِ والأرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: ١٧-١٨]. أخبر عن حمد خلقه له بعد فصله بينهم والحكم لأهل طاعته بثوابه وكرامته والحكم لأهل معصيته بعقابه وإهانته ﴿وَقُضِى بَيْنَهم بِالحَقِّ وقِيْلَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ [الزمر: ٧٥]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم