أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والستون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والستون بعد المئتين في موضوع الشكور وهي بعنوان: *ذم التقصير في الشكر أخبر الله في محكم كتابه أن الخلق عاجزون عن إحصاء نعم الله تعالى عليهم، فقال: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }[ النحل:18] وهذا يعني أنهم لن يقوموا بشكر نعم الله تعالى على الوجه المطلوب. لأن من لا يحصي نعمة الله عليه كيف يقوم بشكرها. ولعل العبد لا يكون مقصراً إذا بذل قصارى جهده في الشك بتحقيق العبودية لله رب العالمين على حدقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن: 16]. إنما التقصير الذي نعنيه، أن يتقلب الإنسان في نعم الله تعالى ليلاً ونهاراً، ظاعناً ومقيماً نائماً ويقظانَ، ثم يصدر من أقواله وأفعاله أو اعتقاداته مالا يجامع الشكر بحال من الأحوال،فهذا التقصير الاختياري هو الذي نريد أن نعرف شيئاً عن أسبابه. ثم نأتي بعد ذلك بما فتح الله به من علاج. فمن هذه الأسباب: السبب الأول: الغفلة عن النعمة: إن كثيراً من الناس يعيش في نعم عظيمة - عامة وخاصة - لكنه غافل عنها، لا يدري أنه يعيش في نعمة، ذلك لأنه ألفها ونشأ فيها. ولم يمرَّ عليه في حياته ضد لها، فهو يظن أن الأمر هكذا. والإنسان إذا لم يعرف النعمة ويشعر بها كيف يقوم بشكرها، قال بعض السلف : ( النعمة من الله على عبده مجهولة، فإذا فُقدت عُرفت ). إن كثيراً من الناس في زماننا هذا يتقلبون في نعم الله تعالى، يملأون بطونهم بالطعام والشراب،ويلبسون أحسن اللباس ، ويتدثرون بأنعم الغطاء، ويركبون أحسن المراكب، ثم يمضون لشأنهم، لا يتذكرون نعمة، ولا يعرفون لله حقاًّ! والنعم إذا كثرت بتوالي الخيرات وتنوعها غفل الإنسان عن الخالين منها، وظن أن غيره كذلك، فلم يصدر منه شكر للمنعم. ولهذا أمر الله تعالى عباده بأن يذكروا نعمه عليهم: { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ } [ البقرة:231]. السبب الثاني: الجهل بحقيقة النعمة: من الناس من يجهل النعمة، لا يعرف حقيقتها ولا يدرك كنهها، ولا يدري أنه في نعمة، لأنه لا يدري حقيقة النعم، بل قد يرى بعض إنعام الله عليه قليلاً لا يستحق أن يطلق عليه نعمة، ومن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها. إن من الناس من إذا رأى النعمة مبذولة له ولغيره لم ير أنه مختص بها، فلا يشكر الله، لأنه لا يرى أنه في نعمة ما دام غيره في هذه النعمة، فأعرض كثير عن شكر نعم الله العظيمة في النفس من الجوارح والحواس، وعن نعم الله العظيمة في هذا الكون. خذ - مثلاً - نعمة البصر، فهي من نعم الله العظيمة التي يغفل عنها الناس فمن الذي يدرك هذه النعمة ويرعى حقها ويقوم بشكرها؟ إنهم قليلون. لو عمي إنسان فرد الله عليه بصره بسبب قدَّره الله. هل ينظر إلى بصره في الحالة الثانية كغفلته في الحالة الأولى؟!، لا، لأنه أدرك قيمة هذه النعمة بعد فقدها. فهذا قد يشكر الله على نعمة البصر، ولكنه سرعان ما ينسى ذلك، وهذا غاية الجهل إذ صار شكره موقوفاً على سلب النعمة ثم ردِّها مع أن الدائم أحق بالشكر من المنقطع أحياناً. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم