أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان: * غض البصر شكر لله قبل أن أبدأ هذا الموضوع، لا بد من ملاحظة، لا تقل لي: ماذا أفعل ؟ مهمتي أن أنقل لك ما في الكتاب والسنة حول هذا الموضوع، مشكلتي أن أنقل لك هذه الحقائق، وتلك النصوص، وهذه التوجيهات، وكل إنسان يجب أن يتدبَّر أمره، وأن يرضي ربه، وأن يسعى لمصيره الأبدي. نتائج إطلاق البصر: 1 – ذريعة للفساد: إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفِتَن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شابٍ كان طائعاً لله، وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله، العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونُقِشَت فيه تلك المبصرات فشغل بها عن التفكر في رب الأرض والسماوات. 2 – وقوع الهوى في القلب: لما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب، أمر الشارع الحكيم، في أعلى مرتبات النصوص في القرآن الكريم، بغض البصر، وحينما تجد في القرآن الكريم آيةً صريحة واضحة الدلالة قطعية المعنى، تأمر بغض البصر إطلاق البصر سبب لوقوع الهوى في القلب معنى ذلك أن الموضوع خطير جداً، وأنه موضوع فَيْصَل، إما أن تغض البصر فتكون مع الله عز وجل، وإما أن تطلق البصر فينشأ حجابٌ بينك وبين الله. الأمربغض البصر:يقول الله عزوجل:﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾( سورة النور ) ﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ ( سورة النور ) خالق السماوات والأرض يقول:﴿ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ ( سورة النور ) يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " أمر الله نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعْلِمَهم أنه مشاهدٌ لأعمالهم مطلع عليها ". ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ ولما كان مبدأ ذلك من قِبَلِ البصر، جعل الأمر بغضِّه مقدَّم على حفظ الفرج..﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ ( سورة النور ) *كل الحوادث مبدؤها من النظر: طريق حفظ الفرج غض البصر، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرةٌ، ثم خطرةٌ، ثم خطوةٌ، ثم خطيئة، ولهذا قيل: " مَن حفظ هذه الأربع أحرز دينه ؛اللحظات،والخطرات،واللفظات،والخطوات . وقال: النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولِد الخطرة، ثم تولد الخطرة الفكرة، ثم تولد الفكرة الشهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع من أن يقع هذا الفعل،ولهذا قيل، وهذه حكمة بالغة: " الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ".. كل الحوادث مبدؤها من النـظر*** ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتلك السهام بلا قوس ولا وتــر والـعبد ما دام ذا عين يقلِّبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطـر يصر مقلته ما ضر مـــهجته *** لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضــرر إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم