أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان: *الإعجاز في خلق سمع الإنسان: الأذن البشرية لها قدرة هائلة على سماع أضعف الأصوات وأرقها وأيضاً سماع الأصوات العالية والمرتفعة جداً، يقول الحق تبارك وتعالى:(والله أخرجكم من بطون أمهاتم لا تعلمون شيئاً، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) .. وآية أخري:(ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون)، يؤكد العلم الحديث أن (السمع هي الحاسة الوحيدة عند الإنسان التي لا تنام مع نومه مهما كان في سبات عميق، حيث ذكر الله في سورة الكهف وهو يصف أصحاب الكهف (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً)، أي: أننا ألغينا حاسة السمع عندهم أثناء نومهم حتي يصير السبات كاملاً، وهي آية تؤكد الإعجاز في خلق الإنسان، وفي الآية ضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عدداً ليظل أهل الكهف علي حالتهم من فقدان الوعي ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، ولذلك هو ليس بموت ولا نوم، قال تعالى:(تحسبهم أيقاظا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) فهم ليسوا نياماً لأن النائم يتقلب من تلقاء نفسه .. وهكذا شاءت إرادة الله أن يحفظ أهل الكهف هذه السنين الطويلة حتى يبعثهم وتتم حكمته من الآية بانقطاع وانفصال كامل عما يدور حولهم بمجرد انفصال حاسة السمع عنهم. والسمع مجاله واسع، ولذا فالواجب على المسلم ألا يعطي أذنه لكل أحد فيصدق كل ما يسمع، وما ينشر وما يروج .. لأن ذلك يعني سذاجة منه وقلة وعي، وكم من أشخاص صارت حياتهم مليئة بالمشاكل والمشاحنات لأنه أعطى أذنه لكل أحد، فيسمع من هذا ويسمع من هذا دون أن يتأكد ويتثبت مما سمع. *صور كثيرة للسمع المحرم والسمع المحرم له صور كثيرة منها: الاستماع لما يغضب الله تعالى كالغناء والتلذذ بسماعه .. والمسلم إذا تعود سماع ذلك وانسجم معه ولا سيما بصوت مرتفع ومزعج قد يضايق ذلك غيره، وإذا ألفت نفسه ذلك وارتاحت لذلك الفعل فيتولد لديه والعياذ بالله تعالى الإعراض عن سماع القرآن الكريم والتلذذ به، ويأنف عن سماع الخير والنصائح والأشرطة النافعة المفيدة، فيجازيه الله تعالى بالحرمان من الخير ويعاقبه بحب الحرام وإدمانه، ومن صور السمع المحرم الاستماع للغيبة والنميمة ونقل الكلام، والتكلم في أعراض الناس، ولوك سمعتهم، وما تحتويه المجالس من ذكر ذلك كله والتفكه به، حتى أن البعض لا يعجبه إلا ذكر الناس والانخراط في التقول فيهم وإبراز معائبهم وعثراتهم، ولا شغل له سوى ذلك العمل الرذيل والعياذ بالله تعالى، قال (صلى الله عليه وسلم): (أتدرون ما الغيبة؟ ذكرك أخاك بما يكره، فإن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) ـ (مسلم)، وبهته من البهتان وهو الافتراء الكذب، وقال (صلى الله عليه وسلم):(لا يدخل الجنة قتَّات)، والقتات هو النمام، شبهه (صلى الله عليه وسلم) كالذي يقتات على أعراض الناس، ومن صور السماع المحرم الاستماع لأهل الباطل والشر، والرضا بما يقولون وعدم الاعتراض عليهم، وكذلك الاستماع للسب والشتم واللعن والقذف، وعدم الاكتراث بذلك وكأنه أمر لا يعنيه، وذلك خطأ، قال (صلى الله عليه وسلم):(ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) ـ (أبو داود وأحمد)، وقال (صلى الله عليه وسلم):(من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار) (أحمد والطبراني)، إذ الواجب على المسلم إذ سمع من يتكلم على غيره من الناس بسوء ككذب عليه وبهتان أو غيبة له أو نميمة أو .. أو ..، يجب عليه أن ينهاهم عن الخوض في ذلك وألا يُقرهم عليه في جلوسه معهم، فإن لم يستمعوا له فعليه أن يعتزل الجلوس معهم، ومن صور الاستماع المحرم التجسس على الناس والتسمع لما يقولون والتصنت عليهم، وربما وهم لا يرغبون في استماعه لهم، وقال (صلى الله عليه وسلم):(اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً)، فالتجسس من أخبث الطبائع والعادات والعياذ بالله تعالى، وهو دليل على خبث النفس ولؤم الطباع وقلة الحياء، وهو أمر لا يرضاه أحد على نفسه فكيف يرضاه لغيره!. إن سماع الحرام والباطل والإدمان عليه يميت القلب ويُقسِّيه، ويجعله لا يستشعر الحق ولا يستطيع أن يفرق بينه وبين الباطل، وربما يورث القلب الاشمئزاز من سماع الحق والخير والبر والنصح، ويأنف من ذلك كله، وقد يتطور الأمر فيصبح القلب منكوس الفطرة والعياذ بالله تعالى، وكل ذلك سببه الرضا بسماع الباطل وعدم الاعتراض عليه، إذ الواجب على المسلم إحقاق الحق وإزهاق الباطل متى سمع ذلك. [ الأنترنت – موقع جريدة الوطن - لو عرف الإنسان كيف يسمع لسجد وحمد وشكر خالقه - إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم