أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : *قصة قوم سبأ وما حلّ بهم لكفرهم نِعَم ربهم ذكر القرآن قصة قوم سبأ وما حلّ بهم لكفرهم نِعَم ربهم:(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ) (سبأ/ 15-17). فالشكر من دعائم سعادة الأُمم، والتنكب عنه لا يجلب غير الدمار والخراب. حبذا لو فهمت الشعوب الشكر وعملت به لتحصل على السعادة التي تنشدها وهي عنه غافلة. [المصدر: كتاب رُوح الدّين الإسلامي[الأنترنت – موقع البلاغ - الشكر لله وأثره في سعادة الأُمم - الکاتب : عفيف عبدالفتاح طبّارة ] * شكر الآخرين.. ذوق وتقدير إذا كنت تريد من الناس أن يقدّروك، فإن عليك أن تمنحهم تقديرك المخلص. فالتقدير لا يمكن الحصول عليه إلا إذا كان متبادلاً، ومن هنا كان لابدّ أن تشكر الآخرين على ما يقدمونه إليك، كما تتوقع أن يشكروك على ما تقدمه إليهم. إنّ الشكر ليس مجرد تواضع مطلوب منك فحسب، بل هو حبل التواصل بينك وبين الآخرين، فالناس تقطع المعروف عمن لا يقدِّرهم ؛ ألست ممن يفعل ذلك؟ من هنا فإن الشكر ترجمان النيّة ولسان الطويّة، بينما اللؤم أن لا تشكر النعمة. إن شكرك لمن أنعم عليك، ليس معروفاً تؤديه له، بل واجب عليك، لأنه "حق" من حقوقه. يقول الحديث الشريف: "أمّا حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء، فيما بينك وبين الله عزّوجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّاً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته". إن الناس مجبولون –مثلك- على التلهف إلى الشكر والتقدير وحبّ المجاملة. وكل مَن يعرف كيف يشبع هذا التلهف لديهم يكسبهم إلى جانبه، ومن الضروري أن نعرف كيف نغدق كلمات التقدير في كلّ المناسبات، وليس في مناسبات الأفراح أو الأتراح فقط. ثمّ إنّه لأمر لازم أن نشكر الناس على ما يفعلونه بنا، لأن ذلك جزء من شكرنا لله تعالى. وقد ورد في الحديث: "مَن لم يشكر المنعم من المخلوقين، لم يشكر الله عزّوجل". وورد أيضاً: "يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟ فيقول: بل شكرتك يا ربّ. فيقول تعالى: "لم تشكرني إذ لم تشكره". وهنا ملاحظة هامة، وهي أن كثيرين يرون من واجبهم أن يشكروا الغرباء، ولكنهم يهملون شكر الأقرباء عندما يسدي هؤلاء إليهم معروفاً. مثلاً، قلّما يشكر الزوج زوجته على خدماتها، وقلّما يشكر الأب أولاده على أعمالهم، وقلّما يشكر الأولاد آباءهم على معروفهم، وقلّما يشكر الصديق صديقه على خدماته، في الوقت الذي لابدّ أن نضع القاعدة الذهبية التالية نصب أعيننا دائماً: "الأقربون أولى بالمعروف". أليس من الغريب إذن أن نندفع إلى شكر كلّ غريب عنّا إذا أبدى لنا شيئاً من اللطف، بينما نهمل الشكر على الخدمات المتوالية التي يقدمها لنا ذوونا وأقرباؤنا وزملاؤنا في البيت، ومحل العمل، وفي كلّ مكان. إن كلّ مَن يقدِّم لك معروفاً مهما كان صغيراً يتوق إلى أن يسمع منك كلمة شكر أو تقدير على ذلك، وإذا لم تفعل فأنت تخيّب أمله فيك. يقول الحديث الشريف: "إنّ الله أمر بالشكر له تعالى وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله"، ومَن لم يشكر الناس فهو يهدم شخصيته أمامهم. [المصدر: كتاب كيف تكسب قوة الشخصية؟ لـ (هادي المدرسي) [الأنترنت – موقع البلاغ - شكر الآخرين.. ذوق وتقدير] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم