أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : الشكر على نعم الله: وشكر الخالق واجب على الإنسان ؛ فإن لم يفعل كان بذلك مقترفاً أشنع أنواع الجحود والنكران. ألا ترى انّنا ننكر على الشخص الذي لا يُسدي الشكر لمن أحسن إليه من البشر فما بالك بمن لا يسدي الشكر لخالقه مصدر كلّ النعم، ولا يمكن أن نكون مقربين إلى الله من غير شكره، وهذا ما أمر به الله في آيات متعددة قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل/ 78). (وَآيَةٌ لَهُمُ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) (يس/ 33-35). (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (الجاثية/ 12). (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص/ 71-73). ولكن الناس أمام هذه النعم وغيرها قليلاً ما يشكرون، قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) (يونس/ 60). ومنفعة الشكر لا تعود على الله فإنّه لا ينتفع بشكر الشاكرين، ولا يتضرر بكفر الكافرين، وانّما منفعة الشكر تعود على الشاكر، فهو يطهّر النفوس، ويقربها من الله، ويوجه إرادتها إلى الوجهة الصالحة في إنفاق النعم في وجوهها المشروعة، ولهذا يقول سبحانه: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (لقمان/ 12). أمّا كفران النعم فيعرّضها للزوال لأنها تجعل المرء غير مبال بها، ويبددها بدون منفعة، ويتلف ما أنعم الله به عليه من نعم الصحة والعافية، ويسير على غير المنهج الذي رسمه له الخالق فيؤدي به إلى غضب الله والبعد عن رحمته. والقرآن يخبر بأنّ خراب الأُمم كان سببه كفران النعم وعدم الشكر لله، قال سبحانه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل/ 112). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم