أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان :*ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. هناك صنف من الناس ينسبون أنفسهم إلى الثقافة والتنور والعقلانية، ويطلقون لعقولهم القاصرة العنان في شريعة الله فيعرضون ما جاء فيها على عقولهم فما قبلته أخذوه وما أبته رفضوه، فقدموا عقولهم الصغيرة الضعيفة على وحي الله: القرآن والسنة؟. وأنتم تعلمون أن شرع الله معصوم، والعقول غير معصومة، وشرع الله واحد والعقول متعددة، والشرع متفق، والعقول مختلفة، فكيف تقدم العقول على المنقول بعد هذا؟! ولهذا فإن الذين قدموا العقل على نص الشارع الحكيم ضلوا وانحرفوا عن الصراط المستقيم، ولو كانت عقولهم سليمة لما وجدوا في شرع الله مطعناً؛ لأن العقل الصحيح لا يعارضه النقل الصريح. أيها المسلمون، أخيراً أقول: ما واجبنا تجاه نعمة العقل الذي وهبه الله لنا؟ إن من واجبنا: أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة ونستعملها في الفضائل ودحر الرذائل، وأن تكون لنا نوراً يهدينا إلى سبيل الله الذي يسعد سالكه في الدنيا والآخرة. وأن نحاول أن ننمي عقولنا، ونزيدها بالمعارف النافعة، والتجارب المشرقة. وأن نحافظ على هذه النعمة من مفسداتها الحسية والمعنوية، وأن نحصنها بالثقافة النظيفة والوعي الصحيح ضد الشبهات والشهوات. وأن نعلم علم اليقين أن العقل البشري له حدوده التي ينبغي أن لا يتجاوزها بتفكيره؛ لأنه إذا سبح في غيره جوه تاه وتحير. [الأنترنت – موقع الألوكة - الحفاظ على نعمة العقل - عبدالله بن عبده نعمان العواضي] * الشكر لله وأثره في سعادة الأُمم عرّف العلماء الشكر لله بأنّه: ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة. فالشاكر من يكون لسانه مشتغلاً بالثناء على ربه معترفاً له بنعمه، ويكون قلبه مملوءاً محبة لله على هذه النعم، وشهوداً بأنها منه فضل وإحسان، وتكون جوارحه مشتغلة بطاعة الله استسلاماً له وانقياداً. لهذا كان الشكر من مظاهر العبادة التي التي دعا إليها القرآن، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة/ 172). "وكلمة الشكر من الكلم الجوامع التي تنتظم كلّ خير وتشمل كل ما يصلح به قلب الإنسان ولسانه وجوارحه. فالذي لا يحب الله ولا يشهد قلبه بأنّ ما فيه من النعم إنما هو من الله فضلاً وإحساناً ليس بشاكر. والذي لا يثني على ربه ولا يحمده بلسانه ويخوض في الباطل ويشتغل لسانه بلغو القول ولهو الحديث ليس بشاكر، والذي يعطيه الله من العلم شيئاً ولا يعمل به ولا يعلّمه الناس ليس بشاكر، والذي يعطيه من المال ما يستعين به على طاعته بصرفه في وجوه الخير والبر ويبخل به أو يصرفه في معاصي الله ليس بشاكر". لهذا دعا الله إلى التخلق بالشكر في كثير من الآيات مثل قوله:(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الزّمر/ 66). ومدح الله نبيه إبراهيم لقيامه بواجب الشكر: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (النحل/ 120-122). كما تفضّل الله بعدم عذاب الشاكرين: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ) (النساء/ 147). ووعد الله الشاكرين بأن يزيد لهم النعم في الدنيا ويحفظها لهم: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم/ 7). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم