أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة اثانية والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*الحفاظ على نعمة العقل إن الدولة في بلاد المسلمين عليها واجب عظيم تجاه هذه القضية الخطرة على أفرادها، وعلى استقرار شعبها يحتمه عليها الشرع الحنيف والمصلحة العامة. فمن مسؤوليتها: بث الوعي الديني والصحي والاجتماعي عن أخطار هذه الآفة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وحجب كل الوسائل الإعلامية التي تسعى لترويجها ولتحسينها بين الناس. ومن مسؤوليتها: منع التجارة بها: استيراداً وعصراً وتصنيعاً وبيعاً وشراء، وسن القوانين الرادعة للمخالفين ذلك. ومن مسؤوليتها: مراقبة مظان وجودها وتعاطيها كالفنادق والمتنزهات وغيرها، وفرض العقوبات التعزيرية الصارمة على أصحاب هذه الأماكن التي تسهل للسكارى تناول السكر. ومن مسؤوليتها: تطبيق حد الله تعالى على متناول المسكر: أربعين جلدة، وقد تزاد إلى ثمانين جلدة تعزيراً، وقد أقام هذا الحد على أهله رسولُ الله وخلفاؤه والأمراء العادلون بعد ذلك؛ فكان في ذلك ردع للناس عن أن يتناولوا هذه البلية. ولكن حينما عُطل هذا الحد كما عطل غيره من حدود الله انتشرت الجريمة وعظمت المصيبة واتسع الخرق على الراقع. أيها العقلاء الكرام، وأما المفسدات المعنوية فهي كل ما يطرأ على العقول من تصورات فاسدة في الدين أو السياسة أو الاجتماع أو غيرها، وهذه قد يكون بعضها أشد من الخمر والمخدرات. فكل تصور يفسد العقل عن التفكير السليم، والفهم الصحيح، ويعكر تصوراته النقية التي يأمر بها دين الإسلام والخلق الكريم فإنه تصور يجب إبعاده عن العقول؛ لأنه داء قتال ومرض عضال. وبسبب تطور وسائل التأثير والإعلام، ولجهل كثير من الناس بدين الإسلام وغلبة الشهوات على القلوب والشبهات على الأحلام انتشرت بعض الأفكار المشبوهة والآراء المسمومة في بعض العقول التي قلت أنوارها من مشكاة الشرع، فتقبلت الإلحاد والعلمنة، والرفض والزندقة، والشك والحيرة، فجانبت الحق عندما تشربت تلك المفاهيم الخاطئة، وأفسدت أعمالها حينما أصبحت أسيرة تلك التصورات الهدامة حتى صار حال أصحابها كما قال أحدهم: نهاية إقدام العقول عقال *** وغاية سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا ** وحاصل دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالُ نسأل الله أن ينير عقولنا بنور كتابه، وأن يرزقنا الهداية والرشاد إلى مرضاته. إن العقول إذا أظلمت وفسدت خلَّفت آثاراً سيئة على أصحابها وعلى الناس. فأصحاب العقول الناقصة المظلمة يتبعون أهواء أنفسهم الأمارة بالسوء، ويلبون رغباتها دون نظر إلى قبح ما يفعلون وجُرم ما يرتكبون.واتباع الهوى وطاعة النفس في الشر من أعدى أعداء العقل. إذا ما رأيت المرء يقتاده الهوى *** فقد ثكلته عند ذاك ثواكله وما يزع النفسَ اللجوج عن الهوى *** من الناس إلا حازمُ الرأي كامله وإذا صار للهوى على الإنسان سلطان فقد ذهب العقل واندحر؛ لأن الهوى ملك غشوم ومتسلط ظلوم. وأصحاب العقول القاصرة لا يفكرون إلا بملذات أجسادهم وشهواتها العاجلة، ويقولون: إنما الدنيا طعام *** وشراب ومُدام فإذا فاتك هذا *** فعلى الدنيا السلام وليس لديهم تفكير في أسباب النجاة في الآخرة، فهم في سكر الهوى والشهوة، فإذا جاءهم ملك الموت صحوا!. وأصحاب العقول الصغيرة يحبون أن يستمتعوا بالإضرار بالآخرين وإيذائهم، وبالإفساد في الأرض وإذهاب السكينة والطمأنينة في المجتمع، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم