أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العشرون بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العشرون بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*الحفاظ على نعمة العقل ومما ينفع الإنسان: أن ينظم حياته الدينية والدنيوية، وأن يسير على خطط واقعية مرسومة بعيدة عن الفوضى والعشوائية، وأن يستفيد من أخطاء الماضي؛ لئلا يعود إليها في المستقبل، وأن يستفيد من مواعظ الأيام ومرور الزمان ومن تجارب الآخرين وعقولهم؛ لتزداد فضائله وتنتظم أمور معاشه. وكتبُ المذكرات والذكريات الحياتية النافعة للشخصيات الصالحة، والتاريخ وأحداثه، والواقع ومجرياته معارف مغذية للعقول التي يريد أهلها أن تتشكل تشكلاً صحيحاً لتنتج نتائج صحيحة. والعقل منظم الحياة، فإذا تشبع بمعارف صحيحة وإضاءات سليمة كانت مخرجاته وآثاره كذلك، والعكس بالعكس. إن العقل إذا اكتمل واستنار عند صاحبه أثمر له معرفة استغلال الفرص وكيفية الاستفادة منها؛ فقد أدرك بتجاربه وبتجارب غيره التي أضافها إلى عقله أن الفرص أطياف تمر، وأنفاس تخرج وقد لا تعود مرة أخرى، فعندما يجد الفرصة أو يعيش فيها فإنه يستفرغ حاجته منها ولا تفارقه إلا وقد نال منها ما يريد. فيا أيها المسلم العاقل عمرك فرصة، وفراغك فرصة، ورخاؤك فرصة، وأمنك فرصة، وقدرتك فرصة، وأمرك بيدك في بعض شؤونك فرصة، وامتلاك الوسائل الميسرة والمؤثرة فرصة؛ فلا تضيعن منك هذه الغنائم وتمر عليك وأنت نائم غير مكترث بها. يا أهل الحِجا، إن العقل إذا اكتمل واتسع عرف صاحبه كيف يخرج من المضائق، ويفك عنه قيد المآزق، وكيف يتعامل مع المواقف الشديدة التي تطيش فيها الأحلام، فينقُب عقله الوقاد جُدد الأزمات وحصونها العتيدة ليصل إلى مخارج من قبضتها وشقائها بالأسباب المباحة والوسائل الصحيحة المتاحة. فقبيل غزوة بدر خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام مع أبي بكر رضي الله عنه يستطلعان أمر قريش، حتى وقفا على شيخ من العرب، فسألاه عن قريش، وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أخبرتنا أخبرناك، قال: أذاك بذاك؟ قال: نعم، قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش. فلما فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء، ثم انصرف عنه.فظل الشيخ يقول: ما من ماء؟ أمن ماء العراق؟. فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم التورية خروجاً من الكذب، ومحافظة على الأسرار الحربية. إن العقلاء من الناس: مسلمهم وكافرهم متفقون على وجوب حماية العقل من كل ما يخرجه عن الاستقامة الفطرية؛ حتى لا يصير سيء التصرف يجني به على نفسه وعلى غيره. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم