أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *تكريم الله للإنسان بالعقل يستحق شكره جاء القرآن بتمجيد العقل وتعظيمه وبيان مكانته، فبين أن أهل العقول هم المتفكرون دائماً في عظمة الله، وهم المقربون إلى ربهم، فهذه هي وظيفة العقل في القرآن، وأما السنة فقد علق النبي صلى الله عليه وسلم التكليف والمؤاخذة والعتاب والعقاب على وجود العقل واستقراره، لكن أهل البدع جعلوه حاكماً للشريعة قديماً وحديثاً، فما استساغه العقل قبلوه، وما لم يستسغه ويستوعبه ردوه؛ وبهذا تتميع أحكام الشريعة، فنعوذ بالله من الخذلان! [ كتاب البدعة وأثرها في محنة المسلمين، المؤلف : أبو إسحاق الحويني الأثري، (ج1/ص4). ] القرآن الكريم يدعو الإنسان دائماً إلى التفكر والى التأمل حتى يعي وحتى يفسر ما حوله ونجد عقيدة الروح هي إحدى العقائد الغيبية في الدين الإسلامي العظيم ولكن الفضيلة الأولى في هذه العقائد أنها لا تعطل عقول المؤمنين بها فالروح والجسد في القرآن الكريم هما ملاك الذات الإنسانية وتتم بهما الحياة ولا يجوز للإنسان أن يبخس للجسد حقاً ليوفي حقوق الروح وفي المقابل لا يبخس للروح حقاً ليوفي حقوق الجسد. هذا هو القرآن الكريم وهذا هو الدين الإسلامي الذي يعتبر مفخرة لكل مسلم على وجه الأرض حيث فضله ووضعه في مكانته اللائقة ومكنه في الأرض يبتغي فيها معايشه، يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [ سورة الأعراف:10.] هذه هي المكانة المتميزة للإنسان في القرآن الكريم ثم نجد أن هناك قوانين موضوعة للإنسان لكي يسمو بنفسه ولكي يعيش حياة منظمة لها أحكام وقوانين فهناك قوانين للأمانة: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [ سورة البقرة:283.] إن وثق بعضكم ببعض فلا حرج في ترك الكتابة والإشهاد والرهن، ويبقى الدَّين أمانة في ذمَّة المدين، عليه أداؤه، وعليه أن يراقب الله فلا يخون صاحبه. فإن أنكر المدين ما عليه من دين، وكان هناك مَن حضر وشهد، فعليه أن يظهر شهادته، ومن أخفى هذه الشهادة فهو صاحب قلب غادر فاجر. والله المُطَّلِع على السـرائر، المحيط علمه بكل أموركم، سيحاسبكم على ذلك[ التفسير الميسر (ج1/ص49).] وجاء أيضاً في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [ سورة النساء:58. ] هذه الآية من أمهات الآيات المشتملة على كثير من أحكام الشـرع، لأن الظاهر أن الخطاب يشمل جميع الناس في جميع الأمانات، وقد روي عن علي، وزيد بن أسلم، وشهر بن حوشب: أنها خطاب لولاة المسلمين، والأول أظهر، وورودها على سبب كما سيأتي لا ينافي ما فيها من العموم، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما تقرر في الأصول وتدخل الولاة في هذا الخطاب دخولا أوليا، فيجب عليهم تأدية ما لديهم من الأمانات، ورد الظلامات، وتحري العدل في أحكامهم، ويدخل غيرهم من الناس في الخطاب، فيجب عليهم رد ما لديهم من الأمانات، والتحري في الشهادات والأخبار[ فتح القدير: محمد الشوكاني الناشر: دار ابن كثير، - دمشق، (ج1/ص555).] إن الدين الإسلامي يحث المؤمنين على أداء الأمانة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ﴾ [سورة الأحزاب:27.] هذا هو الإنسان صاحب العقل والبصيرة الذي يعي كيف يؤدي الأمانة وكيف يحافظ عليها لأنه أفضل مخلوق بين المخلوقات جميعها ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [سورة الإسراء:70.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم