أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : *ماهية العقل حتى نشكر الله عليه ( تعريف العقل عند العلماء المسلمين ) نورد آراء بعض العلماء السابقين لابن تيمية – رحمه الله - في العقل، وبخاصة أولئك الذين نوَّه بآرائهم أو ذكرهم في كتبه، منهم: أ - الحارث المحاسبي : [الحارث بن أسد المحاسبي] ألَّف كتابًا سماه: "مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه"[ العقل وفهم القرآن، للمحاسبي ص 193.] ، يبيِّن فيه معنى العقل عنده، وينتقد معاني العقل عند بعض مَن سبقه. يبين أن للعقل عند العلماء ثلاثةَ معانٍ: أولها: أن العقل غريزة. ثانيها: أن العقل فهم. ثالثها: أن العقل بصيرة. • ويؤكِّد أن العقل غريزة بقوله: "فالعقل غريزة جعلها الله - عز وجل - في الممتحنين من عباده" [ المرجع السابق، ص 203.] وقال: "فهو غريزة لا يعرف إلا بفعاله في القلب والجوارح، لا يقدر أحدٌ أن يصفَه في نفسه ولا في غيره بغير أفعاله"[ المرجع السابق، ص 204.] ورأى أن العقل غريزة،قال به الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ومعظم السلف[ الرد على المنطقيين لابن تيمية، ص 94.] ، والإمام أحمد ممَّن عاصر المحاسبي، وقد أضاف المحاسبي إلى قوله: إن العقل غريزة كلمة "نور"، فقال لما سئل عن العقل:هو نورالغريزة،مع التجارب يزيد،ويقوى بالعلم وبالحِلْم[طبقات الشافعية للسبكي 2/41.] ويعارض المحاسبي قولَ البعض: إن العقل معرفةٌ: "وقد زعَم قومٌ أن العقل معرفةٌ نظمها الله ووضعها في عباده، ويتَّسِع بالعلم المكتسب الدال على المنافع والمضار، والذي هو عندنا أنه غريزة، والمعرفة عنه تكون"[ العقل وفهم القرآن، ص 205.] وكذلك سمَّى العربُ العقل فهمًا؛ "لأن ما فهِمْتَه فقد قيَّدْتَه بعقلك وضبَطْتَه كما البعير قد عُقِل؛ أي قد قيدت ساقه إلى فخذَيْه"[ المرجع السابق، ص 208.] وكذلك قالوا عن العقل: إنه البصيرة، والبصيرة ظاهرة عقلية، وليست هي العقل عند المحاسبي؛ لأن البصيرة هي فهم حقائق معاني البيان، وتحصل بعد العقل عن الله -تعالى- وبعد أن تعظُم معرفته بعظيم قُدْرة الله وبقدر نعمِه وإحسانه[ المرجع السابق، ص 210.] ب - قدامة بن جعفر: قال: "العقل قسمان: موهوب ومكسوب،فالموهوب خلقه الله، والمكسوب ما يستفاد من التجربة والعِبَر والأدب والنظر. وقد شبَّه بعض القدماء العقل الغريزي بالبدن، وشبَّه المكتسب بالغذاء"[ العقل وفهم القرآن للمحاسبي، ص 186 - 187.]، ويُظهِر هذا القولُ أن قدامة متأثر بقول المحاسبي بأن العقل نور الغريزة يزيد ويقوى بالعلم[ المرجع السابق، ص 187.] جـ - الجُوَيني (إمام الحرمين) : قال السبكي في كتابِه طبقات الشافعية الكبرى: "قال إمام الحرمين في البرهان عند الكلام في تعريف العقل: (وما حوَّم عليه أحدٌ من علمائنا غير الحارث، فإنه قال: العقل غريزة يتأتَّى بها درك العلوم وليست منها، وقد ارتضى الإمامُ كلامَ الحارث هذا كما ترى، وقال عقيبه: إنه صفة إذا ثبت بها التوصُّل إلى العلوم النظرية ومقدِّماتها من الضروريات التي هي مستند النظريات،وهي منه بناء على أن العقل ليس بعلم)" [ العقل وفهم القرآن، ص 187.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم