أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية عشرة بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان :*كيف تحول نفسك من إنسان سلبي إلى إنسان إيجابي؟ إنَّ حقيقة الإنسان ليست جسمًا يتميَّز بثقل مادي أو كائن حي يَنمو ويتحرَّك؛ بل هو مِزاجٌ معنوي مُركَّبُ معقَّد تُجْمع فيه أفكار، وعواطف، وغرائز، وطبائع، مُنسجمة فيما بينها في كيان نفساني يَنطبِع سلوكه بانطباع خاص، يُعطي صورةً في أذهان الناس لشخصية قائمة بذاتها لا يُماثله فيها أحد، فسلوكه عبارة عن اتجاه أو خطٍّ يرسمُه له فكرُه وغرائزُه وميوله وطباعه، فتُوصله إلى شخصية مُنفردة. "إنها الطبيعة البشرية" والإنسان بطبيعته يعمل وَفْق خواطر، ثم يُعبِّر عمَّا في نفسه بترجمة هذه الخواطر إلى أفعال (ليس بالتمني أو بالكلام فقط) بعد التوكل على الله، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]راجع: [حاجة الإنسان إلى الدين (2) معرفة الله سبحانه وتعالى] على شبكة الألوكة، ] لذلك عليك أن تعرف نفسك، وهذا سيُعينك على الحياة؛ حيث تشعر بأن كل شخص متميِّز عن غيره بخصائص فردية؛ مما يجعلك مُدركًا لإمكانياتك وقدراتك، ويبيِّن لك نقاط ضعفك وقوتك؛ ممَّا يزيدك ثقة في نفسك، فتدفعك للانطلاق والاستعداد لتتخذ قدوة، وتختار النموذج المناسب تقتفي آثاره دون تقليد أعمى، واضعًا أمامك هدفًا أو أهدافًا للوصول إليها والظفر بها. فإذا أنت حافظت على شخصيتك واستقلاليتها، وعشتَ في نطاق ذاتيتكَ الخاصة، فإنك حتمًا ستسلكُ: سلوكًا فعَّالًا، وتُعْتبر إنسانًا إيجابِيًّا وإذا ما حدث العكس فإنك ستُنافِق نفسك والناس والمجتمع، وتتحول إلى : • مُقلِّد لذوي الشهرة في حركاتهم ومظاهرهم، وطريقة أدائهم للأعمال، ومُراءٍ في تصرُّفاتك. مُتلهِّف على الحب والعطف، وفي قرارة نفسك يهمس لك صوتٌ خفيٌّ بكلام مختلط: (إنهم... لا يُحبونني). • راغب في بلوغ الكمال، وكلما فعلت شيئًا تقول: ليس هذا ما أريد، ولا بالمستوى والقدر الكافي الذي أطلبه، فيأخذك الغرور بالكبرياء والعظمة. • سريع التسليم بالهزيمة؛ حيث لا تستطيع أن تكمل ما بدأت به، مع أن لديك القدرة والإمكانية لذلك. • ضَجِرٍ، مُتبرِّم، مُتضايق. • مُتأثر سلبًا بنجاح الآخرين، مقارن نفسَكَ بهم. • مفتقدٍ لروح الدعابة والممازحة والفكاهة، وتُحدِّثك نفسك بأنهم يسخرون منك. وهكذا تتحول إلى إنسان يسلك سلوكًا: غيرَ فعَّالٍ، وتُعْتبر إنسانًا سلبِيًّا إن كل ما أنجز من أمور عظيمة في تاريخ الإنسانية بدأ بفكرة، ونحن جميعًا نملك أفكارًا، لكن قلَّة قليلة من الناس يفعلون شيئًا بها، فللطباع قواعد وأحكام، وللغرائز مطالب، وللعَواطف ميول وأشواقٌ، وللفكر منطقُه ونقدُه وتميُّزُه. فإذا كنت إنسانًا قَلِقًا ومضطربًا، فإنَّ القلق والاضطراب في قلوب الحمقى والغافلين، أما إذا كنتَ إنسانًا طموحًا، فالطموح أمر مشروع لكل شخص، بل مطلوب أيضًا، لكنه ليس شرطًا لإسعادك، وعليه يَنبغي أن تكون سعيدًا في وضعك وظروفك التي أنت عليها، ثمَّ اسعَ: للتغيير وتحقيق الطموحات والوصول إلى أعلى المراتب. ومَهمَّتُك أيها الإنسان المسلم في هذه الحياة هي: استعمال ما تعلمته من علوم، وما اكتسبته من معارف وعادات وتقاليد موجودة، سواء في مجتمعك وبيئتك، وما اكتسبته من رحلات واتصالاتك بِبِيئات ومجتمعات أخرى، وهذه العلوم والممارسات المكتسبة، تؤهلك إلى إضافات جديدة وجادَّة إلى الطبيعة والحياة؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وجعلنا عُمَّارًا لهذه الأرض. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم