أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة بعد المئتين في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :الحمد لله والشكر له على نعمة الإسلام سئل أعرابي عن الدليل فقال : البعرة تدل على البعير . والروث على الحمير ، وآثار الأقدام على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج . وبحار ذات أمواج ، أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟. قال سبحانه : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله } سورة الزخرف : 87 . قال الشاعر : تأمل في نبات الأرض وانظر * * * إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات * * * وأزهار كما الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات * * * بأن الله ليس له شريك وقال آخر : فيَا عَجَباً كيف يُعْصَى الإلهُ * * * أم كيف يَجْحَدُه الجاحدُ؟! وللهِ في كل تحريكةٍ * * * وتسكينةٍ أبداً شاهدُ وفي كُلِّ شَيءٍ له آيةٌ * * * تَدُلُّ على أنَّه واحِدُ وها هو الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري ذهب ذات يوم ليقدم مراسيم الطاعة لصنمه ، وبينما هو كذلك وجد ثعلبا متسلق على رأس الصنم وقد بال عليه فوقف متعجبا" ساخرا" مما حدث وانشد قائلا: رب يبول الثعلبان برأسه * * * لقد ذل من بالت عليه الثعالب فلو كان ربا كان يمنع نفسه * * * فلا خير في رب نأته المطالب برئت من الأصنام في الأرض كلها * * * وآمنت بالله الذي هوغالب وقصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي شاهدة على أن الإسلام هو دين الفطرة ؛ فالطفيل وهو من دوس زهران ، من السراة سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فركب جمله ، وأخذ متاعه ، ولبس ثيابه. وكان الطفيل شاعرا مجيدا ، وخطيبا فصيحا ، يعرف جزل الكلام من ضعيفه . وصل إلى مكة ، ولكن الدعايات المغرضة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم تتحرك من المشركين لتشويه سمعة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالقول المريض ، والتعليقات المرة .دخل مكة ، فلقيه كفار قريش .فقالوا : إلى أين يا طفيل ؟ قال : أريد هذا الذي يزعم انه نبي قالوا : ما أشبه ذلك تريد ؟ قال : أريد أن اسمع كلامه ، إن كان حقا اتبعته ، وإن كان باطلا تركته .قالوا : إياك وإياه ، إنه ساحر ، انه شاعر ، انه كاهن ، انه مجنون ، أحذر لا تسمع كلامه .قال الطفيل : فوالله ، ما زالوا بي يخوفونني حتى أخذت القطن فوضعته في أذني .لكن الحق أقوى من القطن ، والقران ينفذ من خلال القطن إلى القلب .قال : ودخلت الحرم يوما ، والقطن في أذني لا اسمع شيئا .لكن أراد الله عز وجل أن يفتح أذنيه ؛ لأن بعض الناس له أذنان وعينان وقلب،لكن كما قال سبحانه :{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (لأعراف:179) أتى فرأى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : فلما رأيت وجهه عرفت انه ليس بوجه كذاب . لو لم تكن فيه آيات مبينة *** لكن منظره ينبئك بالخير فوجه الكذاب تعرفه ، ووجه الخمار تعرفه ، ووجه تارك الصلاة تعرفه ، وهكذا وجه المصلي والصادق تعرفه ، وأصدق الصادقين وخير الناس أجمعين : محمد صلى الله عليه وسلم .قال الطفيل : فسمعته صلى الله عليه وسلم يقرأ ، لكن لا اسمع ؛ لأن في أذني القطن ، فقلت لنفسي : عجبا لي ، أنا رجل شاعر فصيح ، اعرف حسن الكلام من قبيحه ، لماذا لا أضع القطن ، فإن سمعت الكلام طيبا وإلا تركته ؟!فوضع القطن ، وهذه هي الخطوة الأولى . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم