أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية بعد المئتين في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية بعد المئتين في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : *العبادة شكر لله على نعمائه الله تعالى ولي النعمة علينا ابتداء وانتهاء؛ فهو الذي خلق ورزق وقدر فهدى، وما من نسمة هواء نتنفسها ولا كسرة خبز نأكلها إلا من جزيل نعمائه وعظيم عطائه سبحانه. قال الله تعالى {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (لقمان،20) هذه النعم الجسيمة يقابلها وجوب شكر المنعم المتمثل بعبادته وحده دون غيره من الأنداد، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (البقرة ، 172){فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (النحل، 114){فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (العنكبوت، 17). ويضرب الله تعالى المثل بقوم سبأ إذ أعرضوا عن شكر المنعم بما يستحق من صدق التوجه إليه بالعبادة، فقال سبحانه {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ.فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} (سبأ، 15_16)ويخاطب الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعبادته وحده وأن يكون من الشاكرين لأنعمه بقوله تعالى {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر ،66) وبالجمع بين العبادة والشكر في هذا الخطاب يتبين لنا كيف تكون صورة الشكر الصحيحة، فهي عمل وقول، وليس قولا مجردا عن العمل، وفي تقديم العمل في الآية دليل على أهميته. قال تعالى مخاطبا سليمان عليه السلام {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سبأ، 13) يتعرف الإنسان نعم الله بالنظر إلى آثار رحمة الله عليه وما سخر له من الكائنات حيِّها وجمادها؛ فالأنعام على غلظة طبعها مسيرة له بأمر الله، والحديد رغم متانته يلين للإنسان فيصنع منه ما يلزمه، كما يتعرف الإنسان نعمة الله عليه من خلال ما أوحى إلى أنبيائه، وبعد أن عرف الإنسان عظيم نعمة الله عليه أُمر بالشكر للمنعم، لكن الناس انقسموا إزاء نعم الله تعالى إلى فريقين. قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (الإنسان، 3) وقد أقام الله تعالى على الإنسان الحجة بوجوب الشكر، وذلك {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال،42).[ الأنترنت – موقع حبل الله ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم